في ظلّ التفشي الكبير لفيروس “كورونا” وإرتفاع أعداد الوفيات، فرضت الحكومة إقفالاً عاماً يترافقُ مع إجراءاتٍ قاسيةٍ لمساعدةِ “الجنود البيض” في التصدي للجائحة وتأمين صمود المستشفيات في ظلّ الخوف من إنهيار كامل الجسم الطبيّ تحتَ ضغطِ المُصابين.
متحدياً الجهود المبذولة، أطل وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى، الذي من المفترض أن يكون جزء من هذه الخطّة ليكشف عن وجهِه غير المسؤول، مشاركاً في مراسمِ عزاءٍ حاشدٍ في بلدة الكويخات العكاريّة.
والجديرُ ذكره، أن قرار الإقفال العام منعَ إقامة مراسم تقبّل العزاء، بالإضافة إلى أن المشاركين في هذا العزاء المخالف لم يحترموا الإجراءات الوقائية ومنها التباعد الجسديّ.
فلن نعد نستغربُ أبداً أعداد إصابات كورونا المرتفعة يومياً وأحد الوزراء يجول “على عينك يا تاجر”، أين القوى الأمنية والشرطة البلدية من فرض الإجراءات؟
ومن المضحك المبكي، تبرير مرتضى تواجده في عكار على أنها “جولة تفقّدية على مزارعي المنطقة” وذلك بتوجيه من رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
فهل وجّهك الرئيس بري لتسرّع عمليّة تفشي الوباء في عكار؟
وبلسان وزير الزراعة ندينه عندما قال إن “عكار أمانة في الأعناق أوصانا بها الامام موسى الصدر”، فأين أنت من هذه الأمانة؟ ألا يكفي عكار ما تعانيه من فقر وحرمان لتزيدها مرضاً ووباء؟
على أمل أن يصحى وزير الداخلية محمد فهمي على هذه المهزلة ويطالبُ بتحقيقٍ مع الأجهزة الأمنية المقصّرة وبلدية الكويخات إزاء هذا الاستهتار الفاضح بصحّة الناس وحياتهم.
المصدر: Lebanon Debate