كتب رئيس تجمع الصناعيين في البقاع الاستاذ نقولا ابو فيصل على حسابه على الفيس بوك:
يقول متى الرسول “وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ” (متى 6: 13). إن السقوط هو الدخول في التجربة والحياة تحتاجها وهو ليس إنهزاماً لأن إرادة المؤمنين بديمومة الاوطان تدهس في طريقها المنهزمين..وشعب لبنان خلق منذ التكوين مقاوماً ، وكلنا ثقة أن الله سوف يساعده لتجاوز هذا المخاض العسير والانهيار الكبير ، فالعمر يمضي والحياة مستمرة وإجتيازها سواء بنجاح أم بسقوط يعتبران دروساً للعبور الى مكان أفضل ومستقبل آمن في وطن نأمل وصوله قريبًا الى نهاية درب الجلجلة.
وقد تكون هذه المعركة هي الاخيرة بين شعب لبنان وجلاديه والتي بدأت في تشرين 2019 ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا حيث نرى أن الشعب قد انهكت قواه بعد الاعصار المالي والاقتصادي وهجرة العديد من ابناءه بعد أن سقط الهيكل فوق رؤوس الجميع ، لكن إيمان الشعب بهذه الارض تجعله يصارع رفضًا للحياة التي يعيشها وطلباً للحياة التي يستحقها ، ورغم ذلك فقد تعلم الشعب اللبناني الكثير من هذا السقوط انطلاقا ًمن أن التعثر هو بداية لتصحيح المسار والسقوط هو ولادة جديدة لوطن جديد ، وفشل النظام اللبناني هو بداية لنظام جديد .
ولان الحياة يجب ان تستمر رغم خيبة الامل الكبيرة لخسارة جنى العمر ،فلا مكان للضعفاء ولان المنسحب لا يفوز والفائز لا ينسحب فإن شعب لبنان سوف يستمر في الصمود حتى ينهض بلده من جديد وذلك بالاعتماد على ثروته من الطاقات البشرية المقيمة والمنتشرة والتي سوف تنقذ الوطن من جلاديه ، عسانا أن نورث اولادنا وطنًا وليس مزرعة ، ولأن ليس كل سقوط هو نهاية فهذا السقوط هو بداية لحياة جديدة.