الصحافية سوسن مهنا عبر منصة x
هل أغرقت طهران حلفاءها في الإقليم بأوهام قدرتها على هزيمة الولايات المتحدة وإسرائيل؟
📍عملت طهران على ترسيخ صورة ذاتية قوية لحلفائها تقوم على قدرتها الاستثنائية بمواجهة البلدين، مستخدمة خطاباً يمزج بين الأيديولوجيا والعمليات العسكرية والسياسة الخارجية. ومع ذلك، يمكن القول إن هذا السرد الإيراني حمل معه أوهاماً سياسية وعسكرية أغرق الحلفاء في تصورات غير واقعية حول قدرتها على تحقيق الانتصار الحاسم.
🛑الفجوة بين الخطاب والواقع
📍وعلى رغم أن #إيران ووكلاءها حققوا نجاحات تكتيكية، لم يتمكنوا من تحقيق انتصارات استراتيجية حاسمة ضد الولايات المتحدة أو #إسرائيل. وأظهرت تدخلات إيران في #سوريا و #اليمن و #لبنان قدرتها على إطالة أمد الصراع، لكنها لم تؤد إلى هزيمة كاملة لأعدائها. أضف إلى ذلك الضربات الموجعة التي تلقتها، والهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقعها في سوريا والعراق، واغتيال قادة بارزين مثل قاسم سليماني وصولاً إلى اغتيال أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله، أظهرت هشاشة إيران في مواجهة العمليات الاستخباراتية والعسكرية المتطورة، ناهيك بفشل إيران في الرد على هذه الضربات بصورة فعالة، مما عزز الانطباع بأن خطابها القوي يفوق قدرتها الفعلية.
🛑تأثير الأوهام في حلفاء إيران
📍وعبر تبني حلفاء إيران خطاباتها وتعميق الانخراط في صراعات خاسرة مثل الحوثيين والميليشيات العراقية، واعتقادهم بقدرتهم على تحقيق نصر حاسم، مما أدى إلى انخراطهم في حروب طويلة الأمد استنزفت مواردهم. وعلى رغم القوة التي كان يمتلكها “حزب الله” أصبح عالقاً في وضع داخلي وإقليمي معقد نتيجة لرهاناته المرتبطة بإيران.
أضف إلى ذلك الانعزال الإقليمي والدولي عبر اتباع سياسات التصعيد المستوحاة من إيران، مما جعل حلفاءها عرضة لعقوبات دولية وعزلة إقليمية، كما حدث مع الحوثيين و”حزب الله”.
📍ولعل تكرار خطاب الانتصار من دون تحقيق إنجازات ملموسة تسبب في إحباط قاعدة وكلاء إيران الشعبية، إذ تعاني مجتمعاتهم وبيئاتهم الحاضنة من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة. ومما لا شك فيه أن إيران تعتمد على وكلائها لتخفيف الضغوط المباشرة عليها ولإبقاء أعدائها منشغلين، لكن هذا التكتيك على رغم نجاحه النسبي لا يكفي لتحقيق انتصار شامل. ويمكن الاستدلال عبر مراقبة السياسة الإيرانية أنها لا تسعى بالضرورة إلى تحقيق نصر عسكري شامل، بل إلى تحقيق توازن ردع يحمي نظامها ويعزز نفوذها الإقليمي.
من هنا عمدت على تصدير الوهم بالقوة المطلقة، لخدمة أهداف داخلية وخارجية، لكن هذا وعلى مر العقود أصبح خطراً يهدد حلفاءها لأنهم صدقوا هذه الأوهام وتجاهلوا الواقع.
رؤيتي التحليلية لموضوع هل خسرت إيران نفوذها بالإقليم بعد “فخ التمدد”؟
في التعليق الأول