أخبار محلية

كتب الدكتور يوسف ساسين تحت عنوان:

هل أصبحت الحقيقة مجرد وجهة نظر

بالأمس تم توقيف الرائد ميشال مطران بناء على تغريدة له على وسائل التواصل الاجتماعي، حول التسبب السائد على طرقات لبنان!
لبنان هذا، بلد الحريات والرأي الحر والاستناد إلى الحقيقة والنقد البناء ومتابعة الأحداث ومتابعة العدالة تبين لنا أنه يصطدم اليوم بسرعة غير عادية بقوانين صارمة قد تكون ضرورية، لكنها لا يمكن أن تكون إنتقائمية؟ لماذا تم توقيف ميشال مطران من جهة، ولماذا لا أحد يتساءل كيف انهار الاقتصاد اللبناني، كأنه عمل من أعمال السحرة والشياطين الذين يستعصي على القانون الوصول إليهم؟
لم يتم فتح ملف واحد من ملفات صفقات الدولة بجميع دوائرها بحثا عن سبب فشل العشرات من التلزيمات في أدائها للوظيفة التي لزمت لأجلها؟ لماذا لم يتم فتح ملف واحد من ملفات الإغتيالات العديدة التي جرت في وضح النهار في السنين الماضية وطويت صفحاتها ،على سطر أو إثنين في التحقيق لا أكثر؟ أين وصل التحقيق في ملف تفجير ٤ آب الذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا وعن ارتدادات إقتصادية كارثية ؟ وعلى صعيد آخر، لماذا لم يتم بعد تعيين مدير عام للمياه في زحلة وفصل بعلبك – الهرمل؟ لماذا لا تمتد خدمة شركة كهرباء زحلة لتطال كل قضاء زحلة؟
لم نسمع بعد من يسأل كيف إختفت أموال المودعين في المصارف!
ميشال مطران الوحيد الذي خالف القانون، وصرح ولو على شكل تساؤل كيف وصل الحال بلبنان إلى أن يترامى القتلى يوميا على كل الطرقات دون أي بحث عن سبب ذلك والتفتيش عن برامج وقوانين لمنع التسبب على طرقاتنا هذه؟ صحيح أن ميشال مطران أخطأ ولو عن غير قصد في تجاوز القانون العسكري الذي يمنع على العسكريين التصريح، دون أخذ موافقة رؤسائهم، إلا أن هذا الرائد لم يكتب تغريدته بصيغ الاتهام ولكنه وضعها على شكل تساؤل كمواطن اليس علينا أن نتحرك لتجاوز هذا الأمر المعيب؟
لسنا بصدد الدفاع عن هذا المواطن ولكننا استفدنا من تغريدته لنلتفت إلى واقع مر! نعم محق ميشال مطران في تساؤله، وعلينا نحن أن نتحرك لإخراج الوطن من جحيم طرقاتنا الوطنية، والدفع بإتجاه مطالبة قوى الأمن وإدارة السير بتطبيق حازم للقانون الذي يخرق يوميا من قبل جميع السائقين، والمسؤولين منهم قبل غيرهم. نحن نعيس في وطن بالكاد يقف على رجليه محروما من الكهرباء والماء والخبز والمحروقات والأدوية ومفتوحة طرقاته للمهربين والفاسدين والسارقين. وحده ميشال مطران من تساءل ولم يعترض، لماذا هذا الكم من القتلى في حوادث السير؟
أما القتلي جوعا وحرمانا وبسبب فقدان الدواء وعلى أبواب المستشفيات ، فتلك وجهة نظر قابلة للنقاش!
أيها السادة أهلا بكم في وطننا الحبيب البلد الذي كان ملجأ للهاربين من جحيم القهر السياسي في بلدان العالم، وكانت صحافته رسالة عدالة ورأي حر. كانت الصحافة مصدرا للرأي الرائد والسائد في إنحاء المشرق، الذي وزع الثقافة والمعرفة على المنطقة وفي كل أنحاء العالم.
الحرية لميشال مطران ، وكفى بلبنان استهتارا وتهديما لقد وصلنا إلى القعر، ووجب علينا أن ننهض بوطننا.

الدكتور يوسف نجيب ساسين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!