أخبار محلية

كتبت د.ريتا السلوى عطالله باحثة في علم النفس وعلم الإجتماع تحت عنوان:

“فاتورة المحبة”

في أحد الأيام، وجد الولد الفقير الذي يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمنه دراسته، انه لا يملك سوى عشرة سنتات لا تكفي لسد جوعه ، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من اول منزل يمر عليه.ولكنه خجل من نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة ، فبدل أن يطلب وجبة طعام ، طلب أن يشرب الماء !
وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له ماء وكأسا من الحليب الساخن، فشربه ببطء وسألها: بكم ادين لكم؟

فأجابته: لا تدين لي بشيء…لقد علمتنا امنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير.
فقال : أشكرك إذا من أعماق قلبي.
وغادر فرحا.

مرت أعوام وأصبح الشاب الفقير طبيبا مشهورا، وصارت الفتاة الصغيرة شابة كبيرة.

في أحد الأيام تعرضت تلك الفتاة لمرض خطير اربك الأطباء المحليين، فارسلوها إلى مستشفى يقع في العاصمة حيث يعمل طبيبنا المشهور، الذي لمعت عيناه بمجرد أن سمع إسم المدينة التي قدمت منها الفتاة الجميلة والمريضة.
فذهب لرؤيتها بزيه الطبي، وعرفها بمجرد أن رآها، وعقد العزم على عمل كل ما في وسعه لإنقاذ حياتها…

وبعد جهد حثيث اقتضى مكوثها فترة طويلة في المستشفى، تمت المهمة على أكمل وجه وشفيت الفتاة!

وعندما جاء وقت خروجها من المستشفى، طلب صديقنا الدكتور من إدارة خزينة المستشفى، فاتورة العلاج الباهظ للعملية وثمن العلاجات والفحوصات الطبية..ثم كتب بخط يده شيئا تحت الرقم الكبير من الدولارات، ووضع إمضاءه وارسل الفاتورة إلى غرفة المريضة.

ترددت الفتاة قبل فتحها ، لأنها كانت متأكدة انها ستمضي بقية حياتها في تسديد المبلغ المطلوب…ولكن عندما فتحتها وقرأت ما هو مدون في الحاشية ، أشرقت عيناها…

لقد كتب الطبيب: ” الفاتورة مسددة بالكامل بكأس واحد من الحليب”.

(بتصرف)

.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!