
أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي أن “القوات اللبنانية” “لا تعتمد كما بعض القوى على الأساليب الاحتيالية لجذب الأصوات كالمال السياسي والغش بالصناديق بل تترك القرار للناخبين وتعوّل على مسيرتها ونضالها السياسي وعلى الثبات بالمواقف السياسية، ورهانها الأكبر على حرية القرار للناخبين والاقتراع في 15 أيار”.
كما شدّد بو عاصي في حديث لموقع “نداء الوطن”، على ان ما تفعله القوات ليس حملةً انتخابية انما مسيرة مستمرة يوميًا، لأن “التواصل مع الناس لا يكون قبل الانتخابات فحسب انما بشكل مباشر ونفتخر بكل صوت ونعتبره مسؤولية كبيرة علينا”.
تعليقاً عن شعار القوات “نحنا فينا”، قال بو عاصي: “إن القوات أثبتت من خلال الممارسة السياسية في الحكومة ومجلس النواب وغيرها “إنّو فيها”، ولديها رؤية سياسية لا تبدّلها حسب الظروف المحورية وتتحمل المسؤوليات ولا تتهرب منها كغيرها من الأحزاب. “فينا مع الناس مش لحالنا” وقادرون على إنقاذ البلد والوصول الى الأهداف المنشودة، ولا نبني حملتنا على الشعارات لنعود ونبرّر للناس ليش ما خلّونا”.
أردف: “الحملة على القوات كبيرة بلسان كل الخصوم بدءًا بما قاله أمين عام حزب الله حسن نصرالله بأنه سيسعى الى تقوية حلفائه وقطع الطريق على القوات، الأمر الذي كرّره الوزير السابق سليمان فرنجية. فالقوات اللبنانية اليوم مستهدفة لأنها قادرة على تشكيل كتلة نيابية وازنة، وبالتالي الوقوف بوجه المشاريع المناهضة للبنان وتغيير مسار الأمور، وعندما تصل القوات الى السلطة عليها أن تتحمّل المسؤولية كما يجب، في السلطتين التنفيذية والتشريعية وغيرها، واذا كانت بالأكثرية يجب أن تساءَل كأكثرية والعكس صحيح، وعلى الصعيد الشعبي أيضًا. مثلًا لا يمكن مساءلة نائب قواتي عن ملف الكهرباء، لأن من يجب أن يساءَل هو من استلم وزارة الطاقة منذ 14 سنة حتى اليوم”.
عن محاولة الثنائي “التيار – حزب الله” تطيير الانتخابات، أكد بو عاصي ان “القوات اللبنانية دائمًا بالمرصاد لأن هذا الاستحقاق ملك الناس وليس ملكًا لأي فريق سياسي، روح لبنان بنيت على الديمقراطية، والناخب يعطي وكالة دورية لممثليه، ومصرّون على الحفاظ على حق الناخب باختيار ممثليه، والمحافظة على هذه الروح الديمقراطية، لأن هناك محاولات خطيرة جدًا لقتلها وتشويه الهوية اللبنانية”.
تابع: “حذرنا كما البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مرارًا وتكرارًا من التلاعب بالاستحقاقات الدستورية، وهناك قيادات سياسية واعية لهذا الأمر، ومن يجب أن يمنع تطيير الاستحقاق هو الشعب الناخب الذي سرقوه ونهبوه، عليه أن يقطع الطريق على من يحاول سرقة حقه الديمقراطي، وتكوين حالة شعبية ضمن أطر سياسية معينة للحؤول دون نجاح محاولات تطيير الانتخابات، ولن نتوانى عن النزول الى الشارع في تلك الحالة”.
كذلك، أشار بو عاصي الى وجود مشروع إقليمي يترأسه حزب الله يربط لبنان بإيران أدى الى عزلة دولية غير مسبوقة عن محيطنا العربي والدولي وكانت لها ارتدادات اقتصادية خطيرة جدًا، وتغطية السلاح بالفساد والفساد بالسلاح، وهناك الخيار الآخر الذي يبدأ وينتهي بمصلحة لبنان واللبنانيين الذي تمثله القوات اللبنانية.
اردف: “المشروعان متناقضان بالكامل، مشروع القوات مبني على ميثاق لبنان، أي لا لربط لبنان بالمحاور الخارجية، لأنه الأكثر تأثرًا والأقل تأثيرًا، كل مرة حاول أحدهم ربط لبنان بمحاور خارجية منذ الخمسينات والستينات واتفاق القاهرة وغيرها، أدى ذلك الى الخراب والدمار في البلاد، فالحل يكون بالحياد عن تلك المحاور لنساهم في ازدهار البلاد ومؤسساتها واقتصادها”.
بو عاصي أكّد عدم مشاركة القوات في أي حكومة وحدة وطنية من جديد، وبشكل أوضح “لن تشارك في أي حكومة يكون لحزب الله سطوة عليها وعلى قرارها”، مبديًا خشيته من وقوع أي حدث أمني قبل الانتخابات “لأنها ليست بيدنا بل بيد حامل السلاح” آملا بألا يلجأ الحزب الى تلك الأساليب لأنه يكفي اللبنانيين كل أنواع العنف، وخصوصًا المعنوي، الذي يعيشونه يوميًا”.
عن غزوة عين الرمانة، هنأ بو عاصي الياس نخلة ونبيل داوود بخروجهما من المعتقل بعد ستة أشهر ونصف الشهر من الحادثة، على أمل إخلاء سبيل الباقين قريبًا. كما استهجن استدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى التحقيق للمرة الثانية، منتقدًا إدارة ملف غزوة عين الرمانة، المدينة التي أمطرت بوابل من الرصاص واستُهدفت بالأسلحة وتم توقيف المعتدى عليهم، فيما لا يزال المعتدون يسرحون ويمرحون، وقال “إدّعينا على نصرالله لأنه تبنّى تلك الغزوة بشكل مباشر، الأمر الذي يضع نقطة سوداء على أداء المحكمة العسكرية”.
عن الاستحقاق الرئاسي بعد أشهر قليلة، اعتبر بو عاصي أنه من الطبيعي ان تضع القوات اللبنانية عينها على السلطة لتطبيق مشروعها السياسي، ان كان مجلس النواب أو رئاسة الجمهورية، لكن هاجس القوات الأساسي، ليس الكرسي إنما ثوابتها ومشروعها السياسي ونضالها، فالمناصب والمراكز بالنسبة للقوات هي وسيلة وأداة لتنفيذ طروحاتها.
وتعليقًا على البيان “المتسرّع” الذي أصدرته رئاسة الجمهورية واعلنت فيه عن زيارة مرتقبة في حزيران المقبل للبابا فرنسيس الى لبنان، وصف النائب بيار بو عاصي ما حصل بـ: “الفضيحة السياسية والديبلوماسية المدوّية التي تضرب مصداقية الشعب اللبناني والدولة اللبنانية وليس فقط رئيس الجمهورية. وتوقع أن يكون لهذا البيان إنعكاس كبير على الواقع اللبناني نحن بغنىً عنه، آملًا بأن “ترتدّ هذه القضية على مطلقها، لا على كل اللبنانيين” وختم: “من المعيب استعمال اسم الحبر الأعظم لأسباب سياسية”.