
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني أن “القوات اللبنانية” اثبتت بأدائها أنها قادرة على تنفيذ تطلعاتها أكان بعملها التشريعي أو بالحقائب الوزارية التي تولتها، موضحاً: “إن كان لدينا مجلس نواب ذات أكثرية واضحة يمكنها انتاج حكومة إصلاحية، فنحن قادرون شرط أن يكون هناك توكيل شعبي يتيح فرض هذه الرؤية. مسار الإصلاح طويل واقعياً وهو أصعب من فترة ما قبل الأزمة ولا احد منا يدعي ان بالإمكان الخروج منها خلال بضعة أشهر”.
وفي مقابلة عبر “لبنان الحر”، ذكّر انهم حذروا أثناء وجودهم في الحكومة من تفكك الدولة ومن ادارة المرفأ السيئة والموازنات التي أدت للإفلاس والحدود السائبة وغيرها.
حاصباني الذي شدّد على أن “شغف السلطة على أنقاض بلد أوصل لبنان ليكون دولة فاشلة”، أكد أن “ما يمنع الإصلاح هو عقلية التشبث بالسلطة فلا شيء يمنع من ضبط العمل الجمركي مثلاً”.
كما سأل: “هل الحصار الأميركي مَنْ منعهم من بناء معامل كهرباء؟ هل الحصار الغربي هو مَنْ منع انشاء الهيئات الناظمة؟ هل الحصار الدولي هو مَنْ طالب بفتح المعابر غير الشرعية ما كلف لبنان 20 مليار دولار؟”.
أضاف: “الواقع إنه نهج تدمير ممنهج للدولة. لم يعد بالامكان ربط النزاع مع “حزب الله” لان هذه التجربة اوصلت لبنان الى ما هو عليه. وجود “الحزب” سبب العزلة التي أدت الى انكماش اقتصادي فاق الـ50 مليار دولار. “الحزب” لم يكافح الفساد بل حماه وكان نهجه نهج تفكيك الدولة. نحن على كامل الاستعداد للتنافس الانتخابي والديمقراطي ولكن لا تستقيم الديمقراطية بالكامل في ظل السلاح. هناك فريق داخل لبنان يستخدم القوة المفرطة ويهدد حتى داخل بيئته”.
رداً على سؤال، اجاب: “غاية الكباش القضائي – المصرفي ابتزاز المصرف المركزي لتعويم السلطة قبيل الانتخابات وهو إلهاء الناس عن الإصلاح الفعلي. تم خلق مؤسسات ومجالس وصناديق رديفة للوزارات وهنا مكامن الهدر الكبرى وبالتوازي استُغلت الوزارات للتوظيفات والزبائنية”.
كذلك تطرق الى واقع المجلس البلدي لبيروت، مؤكداً ان ثمة غياباً تاماً للبلدية في دائرة بيروت الأولى وأكبر دليل انها لم تهتم إطلاقاً بعد انفجار المرفأ ومشدّداً ان الاستنسابية غير مقبولة”. اضاف: “لم يكن هناك تنظيم للمساعدات الدولية التي وصلت الى بيروت بعيد الانفجار ولم يجر مسح للمنطقة المنكوبة إذ هناك مبان مهددة بالانهيار”.
حاصباني طالب باستحداث مجلس بلدي لكل دائرة يعلم بشؤون الناس ويتابعها وتوجه بسؤال للمحافظ عن إغلاق المواقف المجانية في الكرنتينا تحديداً، مؤكداً مواجهة الامر مهما كان الثمن.
كما اشار الى أن هناك من يتلطى خلف الجمعيات لتمرير الرشاوى الانتخابية مشدّداً على ان “الحل بيد الناس وعليهم اختيار من لديه باع طويل بالنضال للحفاظ على وجود البلد والدولة”، مضيفاً: “هناك وجوه طامحة للسلطة وللخدمات الابتزازية ويتعاملون مع الانتخابات بالطريقة التقليدية وعلى أساس أرقام لا معاناة الناس. المنظومة الجديدة تحاول أخذ مكان المنظومة القديمة وهي ممولة من بعض المصرفيين والمتمولين ومنهم خارج لبنان”.
ختم حاصباني: “على الناس أن تراقب وتسأل من استطاع أن يكون فعالاً في مواجهة المنظومة والمشروع المضاد للبنان من دون خوف، ومن لديه القدرة على أن تكون المواجهة موحدة، لكن حجمه لم يتح له الوصول الى حل جذري”.