كتب رئيس تجمع الصناعيين في البقاع الاستاذ نقولا ابو فيصل على حسابه على الفيس بوك:
يُصبح الغفران صعبًا عندما لا يجد أمامه توبة صادقة ،ولا يمكن للانسان أن يتعافى من وجع الضمير بالاكثار من الاصدقاء ولا بإقامة علاقات إجتماعية جديدة ولا بإظهار كرمه في توزيع المال شمالًا ويمينًا بل يتعافى بقدر رضاه عن نفسه وبقدر ما يكون حقيقيًا في حياته وجميلاً من الدخل لا ظاهريًا فقط ، ويمكنه الحصول على التعافي بما يملك من الصراحة والصدق واللين والوضوح وبقدر تصالحه مع ذاته وحنانه على نفسه قبل غيره ، والثابت انه يتعافى بما يملك قلبه من قدرة على الغفران.
الغفران ليس دليلًا على الحب دائمًا.. بل يكون احياناً دليلاً على موته ,موت الغيرة ، موت اللهفة، موت الاهتمام ، وهو وجه من أوجه النسيان، كثيرون في الحياة وأنا منهم يرددون هذه الايام “خطاياي اخجلتني يا الله ومنك نطلب الغفران والتوبة” لكن قبول الله لاعتذار هؤلاء يكون بمقدار الحب وليس بمقدار العذر ، فالتسامح هو قوة وليس ضعفاً لأنه يُفترض أن يترافق مع الندم والتعهد بعدم العودة للاساءة وايذاء الغير .
عندما يقول أحدهم أنه غفر فأعلموا أنه شُفي بعد أن استطاع تفريغ الطاقة السلبية وتنظيف قلبه من نتائج الصدمات التي تعرض لها وكانت نتيجتها حب الانتقام والكراهية ، وهذه المغفرة هي أجمل هدية للاَخرين أما النسيان فهو هدية الانسان لنفسه ، لذا عليه أن يمنحها لمن يستحق وأن لا يبقى تائهًا بين الحياة والموت وبين الذنوب والتوبه، بين الخطأ والصواب . ختامًا نسأل الله أن يعطينا الثبات في الايمان وأن يزرع في قلوبنا الخشوع والورع راجين منه قبول غفران ذنوبنا وزلاتنا ، وأن يقدس حياتنا ويحمينا من كل شر بعد ان كفرنا بحكام الارض الذين لا يعرفون الله.