
أحيي أولا ملتقط الصورة ، على انسانيته ، و رقيّ أخلاقه ، وهو مهندس لبناني وأستاذ جامعي يدعى رودريغ مغامس رأى الطفل قرب مقر مكتبه في إحدى المناطق القريبة من بيروت… فلفته المشهد ، تعرف على حسين وهو طفل سوري غير مصدّق ما يراه، فقد ظلّ الطفل يتصفّح الكتاب لأكثر من سبع دقائق بشغف وحب، وكأنه يبحث عن مكانه في إحدى صفحاته، علماً أن الكتاب ليس للأطفال . فأخذ الطفل بثيابه الوسخة الرثة في سيارته الفارهة و منها إلى مكتبه ، دون أن يشمئز منه و قد جاء به مباشرة من مكب النفايات .
شكرا له لأنه في زمن التباهي والتشاوف ، نشر الصورة ليشهد على ظلم البشر كما تجني الحروب على الأطفال الذين لا يستوقف بؤسهم أحدا . كهذا الطفل الذي يقول عنه بأنّه ذكي ، و محب للدراسة ، يذهب للمدرسة صباحاً ويعمل في جمع الخردة بعد الظهر ، لكن خذلته الأقدار ❗