كتب رئيس تجمع الصناعيين في البقاع الاستاذ نقولا ابو فيصل على حسابه على الفيس بوك :
فيما كان رجل مسن يستقبل ضيوفاً في منزله طلب من “مجنون القرية ” أن يوزع التمر على الحضور ، وبعد أن لبى طلبه على وجه السرعة سأله : هل أقسمه قسمةِ الناس أم قسمةِ الله ؟ ليجيبه قائلًا : اقسمه قسمةِ الناس ، فأخذ المجنون طبق التمر وأعطى كل ضيف ثلاث تمرات, وقدم الباقي لصاحب الدار ، عندها طلب منه ان يعيد قسمته قسمة الله فقام بجمع التمر , وأعطى الأول تمرة, والثاني حفنة , والثالث لا شئ والرابع ملأ حجره ! فضحك الحاضرون طويلاً
لقد أراد المجنون أن يقول لهم إن لله حكمة في كل شئ وإن أجمل ما في الحياة التفاوت، فلو أُعطي الناس جميعًا المال لم يعد له قيمة …ولو أُعطي الجميع الصحة ما كان للصحة قيمة ..ولو أعطاهم علما ما كان للعلم قيمة.. سرّ الحياة أن يُكمل الناس بعضهم , وأن لله حكمة لا ندركها بعقلنا القاصر فحين يعطي الله المال له حكمة , وحين يمسكه له حكمة وأنه ليس علينا أن نشتكي إذا حرمنا لأن الله إذا أعطانا فقد أعطانا ما هو له , وإذا حرمنا فقد حرمنا مما ليس لنا أساساً !
ومن المسلم به ان الله قد وزع الخير بين البشر بالعدل وليس بالمساواة التي تحمل في طياتها إجحافاً أحياناً ، ومن أُعطي المال لا نعرف ما الذي أُخذ منه في المقابل , ونحن على يقين أن الله لو كشف لنا الغيب ما اخترنا لأنفسنا إلا ما اختاره هو لنا ، والمال لم يكن يوماً معياراً لحب الله لنا ، فالأشياء التي لا تصلنا ونحن بحاجة اليها هي أشياء قدر الله لها التأجيل وسوف تأتينا في الوقت المُناسب .