أكد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق د. ريشار قيومجيان أن خارطة طريق الحل باتت معروفة وهي سياسياً تنطلق من الانتخابات النيابية المقبلة ومالياً واقتصادياً من الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والسير بخطة تعافٍ جدية والاصلاحات المرتقبة.
وفي حديث الى “صوت كل لبنان”، أشار الى ان هناك سوء ادارة في الحكم من رئيس الجمهورية الى كل المسؤولين الاخرين تزيد من معاناة الناس ومنسوب اليأس وان الاجندة الشخصية هي اولويتهم.
أضاف: “يجب وقف سياسة التعطيل التي يحترفها للأسف العماد ميشال عون أكان لوصوله الى رئاسة الجمهورية او لتوزير صهره جبران باسيل او لتحسين شروطه ومكاسبه. التعطيل مرفوض ومنطق مدمر لـبنان. للاسف نشهد هذا التعطيل بشكل منتظم في آخر 20 عاماً ويجب على جميع الافرقاء المعطلين التوقف عن ذلك”.
ورداً على سؤال عن مشاركة “القوات” في الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية، أجاب: لا احد ضد مبدأ الحوار ولكن للأسف توقيت طرحه اليوم ليس مناسباً. أولاً، نحن دخلنا في مرحلة الانتخابات النيابية. ثانياً، اذا سلمنا جدلاً ان الحوار سينتج، فهل لمجلس نيابي منتهي الصلاحية ان يقر هذه المقررات. التجارب السابقة للحوار غير مشجعة، كنا شهدنا التوصل الى “النأي بالنفس” في زمن الرئيس ميشال سليمان والذي سارع “حزب الله” الى التملص منه ودعا النائب محمد رعد الى ان “يغلوا النأي بالنفس ويشروبوا”. الحوار اليوم تضييع للوقت وتخدير للناس”.
تابع: “اي استراتيجية دفاعية يجب ان تتضمن تسليم حزب الله سلاحه ووقف ارتباطه بإيران؟ من السذاجة طرح ذلك على طاولة حوار وموقف حزب الله الرافض معروف مسبقا. هل من الحكمة طرح اللامركزية في خضم الانهيار المالي والاقتصادي اليوم، بالطبع بحثها ضروري ولا يجب الخوف من هذا الطرح فهو غير تقسيمي والاجدى بحثه بعد الانتخابات النيابية. خطة التعافي الاقتصادي بند على طاولة الحوار المقترحة، لكن مع إحترامي للجميع هل هم مخولون بحثها وهل يفقهون بذلك ام يجب أن يبحثها فريق من الخبراء المتخصصين بشكل علمي وبعيداً عن الحسابات السياسية الشخصية؟”.
من جهة أخرى، رأى قيومجيان أن أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله يعمل وفق الاجندة والتوجيهات الايرانية ويظن ان الجميع يعمل مثله، وأردف: “لكن نسأل اين تتدخل السعودية كإيران في لبنان؟ نحن معنيون بلبنان ومشروعنا لبناني صرف وحزب الله جزء من المشروع الايراني ومعني بتطبيقه في المنطقة. نحن لا ننفذ اي مشروع يستهدف حزب الله ولكننا معنيون بالحفاظ على علاقات لبنان الدولية”.
كما توقف عند ما نشهده في الاسابيع الاخيرة من احتكاكات متككرة مع قوات اليونيفيل في الجنوب قائلاً: “يتذرعون ان الاهالي يقومون بها فيما حزب الله هو خلفها. فهل يقومون باستعراض القوة و يريدون توجيه رسائل بالتزامن مع الحوار في فيينا؟”.
كذلك شدّد على ان “القوات اللبنانية” لا تتسلح ولا تريد فتنة ولا تسعى للحرب الاهلية ومشيراً الى ان هذا ما اكدته تحقيقات الجيش اللبناني في غزوة عين الرمانة. أضاف: “بالتأكيد لا نختار “مار مخايل” بل عين الرمانة بما ترمز من قيام دولة وجيش وسيادة لبنان وكرامة شعبه وحرصه على الدفاع عن ذاته. بين الذمية التي يمارسها باسيل والكرامة الوطنية نحن طبعاً نختار الكرامة الوطنية”.
تابع: “طرح باسيل تطوير اتفاق مار مخايل يعني الاتفاق على وصول باسيل الى رئاسة الجمهورية والسير بسلة التعيينات المطروحة بالمقايضة الاخيرة. فيما لبنان وشعبه غارقون في الانهيار. هناك افرقاء كباسيل يبحثون عن امور سلطوية صغيرة”.
من جهة أخرى، شدد قيومجيان على ان “المعركة اليوم ليست مسيحية- مسيحية ولا مسيحية – اسلامية إطلاقاً وهي بين مشروعين لبنان الانفتاح والازدهار ولبنان الذل والانهيار والتابع للمحور الايراني”. تابع: “القوات اللبنانية” في المحور الاول ورأس حربة سيادياً ومن حق الناس من مختلف الطوائف التي تؤمن بذلك ان تؤيد “القوات” بطرحها وان تنتخبها أكانت من السنة او من غير مذاهب. حديث الحكيم عن أكثرية سنية تشاطر “القوات” طرحها السيادي لا يعني اننا ننافس “تيار المستقبل” في بعض المناطق. هناك رأي عام لبناني في مختلف المناطق ومن أي طائفة سنية أو شيعية او درزية أو مسيحية يشاطرنا طرحنا”.
“لا نتوسل التحالفات لإنجاح مرشحينا بل همنا ان يعرف الناس حقيقة مشروعنا وطرحنا الذي نحمله منذ 50 عاماً. الرهان على الناس ان تعي الحقائق وان تنتخب على هذا الاساس”، قال قيومجيان مضيفاً: “بعيداً عن حسابات عدد النواب الذي قد تحصده “القوات” – ولا يمكننا ان نتكهن بما ستفرزه صناديق الاقتراع ونحن واقعيون لا نجزم بأننا سنحصد أكثرية نيابية – الهدف تشكيل كتلة نيابية صلبة منا ومن مستقلين آخرين وتعمل على قيام مشروع الدولة”.
تابع: “الناس طواقة للخروج من الواقع القائم وبكتلة نيابية قوية بإمكاننا ان نحدث الفرق وأن نحرر شعبنا من السلطة التي تتحكم بأعناقه وبمصير أولاده. نحن نتمسك بقيام دولة في لبنان بغض النظر عما ستنتجه مفاوضات فيينا، فإما نثبت اننا نريد قيام دولة حديثة تنقذ ذاتها أو نستسلم لهيمنة دولة على دويلة”.
ختم قيومجيان: “لدينا تجربة بعد العام 1990 حين سلّم لبنان للأسد لذا يجب ان نعمل كي يكون القرار للبنانيين. نحن في موقع الرافض لأي مشروع دولي يأخذ لبنان آداة. وجود ارادة لبنانية داخلية بتعزيز الدولة يستطيع التصدي لأي سياسات فرض دولية وهذا ما اثبتته السنوات”.