أبو نجم :ليالي الشتاء في القرى اللبنانية لها نكهة خاصة

قيل قديما فلاح مكفي سلطان مخفي☝

الفلاح اللبناني كان يعتبر من الطبقة الوسطى والميسورة الى حد الاكتفاء فهو يجمع مونته صيفا ويقطف موسمه ويحضر حطباته ويتهيأ لفصل الشتاء القارس في الجبال.

كان الفلاح في لبنان يشكل حوالي 40% من الشعب اللبناني فهذه الطبقة الوسطى كانت الركيزة الاساسية للاقتصاد قبل اهمالها من قبل الدولة لحد القضاء عليها.

إن جمال لبنان كان بفلاحيه وبمواسم الخير التي كانت بركة وسند حقيقي للعائلات.

فسهرات الشتاء قرب الموقدة وحكايات ايام زمان ولعب الورق وشوي البطاطا والكستناء وغيرها كان لها نكهة لا يعرفها الا الذين عايشوها فبالرغم من بساطتها فأنها كانت تعني لنا الكثير قبل مجيء العولمة المدمرة التي قضت على كل شيء☝☝☝

الفلاح كان يفيد كل مكونات المجتمع اللبناني من الصناعة الى التجارة الى المطاعم ومحلات السمانة واسواق الخضار والفاكهة وغيرها ولكن للاسف الدولة لم تهتم بهذا القطاع ولم تضع لهم رزنامة زراعية واضحة ولم تعفيهم من الضرائب حتى بورت حوالي 30 % من الاراضي …

تربينا وتعلمنا وكبرنا من هذه الارض واحببناها كفرد من العائلة فلم نمد يدنا يوما لاحد الا للرب لانها وريثة اجدادنا الذين تعبوا وأعتنوا بها وسقوها بعرق جبينهم وربوا اجيال منها وزرعوها بحب وكرامة وايمان🙏

وكما كان يقول جدي رحمه الله:

“ان الارض كالعرض”

فعلا انها كالعرض والشرف فالانسان بدون أرض كالوطن بدون سيادة …

في النهاية ليس لنا الا ان نترحم على ماض جميل اصبح ذكرة  …

رحم الله اجدادنا الذين صمدوا في هذه الارض بالرغم من كل الصعاب والتعب☝

على وطن دفعنا ثمنه دم ودموع ارامل وايتام وخيرة شبابنا ليصبح دولة حقيقية لا مزرعة كما اليوم ولكن للاسف كل التضحيات لم تنفع ولبنان لم يعد سويسرا الشرق ولا مرقد عنزة واحلامنا ذهبت وتلاشت مع الريح ونحن اليوم في قلب جهنم ليس لنا خلاص الا ان نتضرع الى الله عله ينقذنا من براثم شياطين السياسة قبل اعلان الحداد العام ونهاية وطن عمره اكثر من 6 الاف سنة والسلام