على خلاف الانتخابات النيابية المقررة في الربيع المقبل، حيث لا حسم في الموعد او في الخيارات، تسير الاستعدادات لانتخابات الرابطة المارونية بخطى ثابتة، نحو استحقاق 19 اذار، حيث التنافس ديموقراطي بحت.
وفي هذا الاطار تبدو لافتة الحركة التي يقوم بها المحامي بول كنعان الذي بدأ الاتصالات مع كل الفاعليات المارونية، وفي مقدمهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومروحة الاتصالات هذه متوقع لها ان تتوسع بشكل تدريجي، في الايام المقبلة، لتشمل كافة المعنيين بانتخابات الرابطة.
وانطلاقا من اهمية تحضير الارضية الصلبة ليس فقط للانتخابات، بل لوضع اسس ارتكاز للرابطة المارونية، بغض النظر عن هوية اعضاء المجلس العتيد، يعد كنعان لخلوة تفكيرية مارونية، تشارك فيها مجموعات مارونية كان لها دور في فترة الحرب، وما بعدها، اي قبل اتفاق الطائف وما بعده، كي تعطي رأيها انطلاقا من خبرتها عن تلك الحقبة، في ما حصل اليوم من ازمات، بما يشكل شهادة حياة للجيل الجديد والسياسيين الجدد لاخذ العبر.
والخلوة التي ستعقد في احدى الاديرة التي تحمل رمزية في الوجدان الماروني، ستؤكد اهمية وحدة الموقف والخطة، من اجل التنافس على الالتزام بها وليس من اجل التقاتل حولها.
من جهة اخرى، الخطوات التحضيرية التي يقوم بها كنعان، تلقى تجاوبا في اوساط الرأي العام الناخب في الرابطة المارونية، حيث نواة اللاحة التي (سيترأسها) ستنطلق من خط العمل والانتاج، معلوم في هذا الاطار الاداء الذي يمارسه كنعان المتحدر من عائلة مارونية جزورها عميقة في الوطن وخبراته الشخصية، حيث الهدف الاساس ليس النكايات وخلق الخلافات بل الجمع والربط في المجتمع الماروني، الامر الذي يسمح للرابطة الاستمرار في الدور الذي أنشئت لاجله، دون اي حسابات سياسية، ولا ودائع تشكل الغاما اكان في الانتخابات او ما بعدها.
وكنعان، بحسب مطلعين في الرابطة المارونية، يستطيع ان يكون حاضرا في المجتمع الماروني وبين القيادات المارونية لمنع اي تدهور في العلاقات قد تأخذ الى مكان غير مسموح وغير مقبول، ويستطيع ان يكون على يمين البطريركية، بمعنى ان تكون الرابطة في الصفوف الامامية للمواجهة وايضا تلقي السهام دفاعا عن البطريركية المارونية ودورها.
وفي الموازاة يسعى كنعان جاهدا لوضع الخطط المستقبلية، للمساهمة في مواجهة المحنة التي يمر بها لبنان عموما والمجتمع الماروني خصوصا، اكانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية او وطنية، اذ ان العقلية المتشددة والانطوائية لا تساهم في انتاج الحلول، بل يتحقق ذلك من خلال الانفتاح وتوسيع دائر النقاش.
واذ حان الوقت للانتقال الى الحلول الاستشرافية ووضغ الخطط القصيرة والمتوسطة، وهذا ما يؤسس الى الحلول الطويلة الامد التي تأتي وقتذاك بشكل تلقائي