صدر عن رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي التصريح الاتي جاء فيه:
فيما دخلت دولة الامارات العربية المتحدة التاريخ بعد أن وصلت إلى المريخ، ها هي تستعد لتستقبل أكبر سياحة معارض ومؤتمرات في العالم (Expo 2021) في تشرين الأول القادم.
فيما صرّحت وزارة السياحة في المملكة العربية السعودية عن زيادة فرص العمل في القطاع السياحي لنحو مليون فرصة عمل جديدة للسنوات الثلاثة الآتية، وأبدت استعدادها للمواسم السياحية الجديدة ابتداءً من شهر أيلول 2021،
وفيما أنهت إمارة قطر البنى التحتية السياحية لاستقطاب ملايين السواح تزامنًا مع استقبالها لبطولة كأس العالم لكرة القدم بحلول العام 2022،
وفيما تستثمر جمهورية مصر العربية عشرات المليارات لبناء مدن ومنشآت سياحية ضخمة على مساحتها الشاسعة، وتستقطب علامات تجارية بارزة من فنادق ومطاعم ومنتجعات سياحية تحضيرًا لنقلة نوعية سياحية،
وفيما معظم البلدان الشقيقة المذكورة آنفًا تكون قد وصلت للمناعة المجتمعية خلال بضعة أشهر على أبعد تقدير وأصبحت على قاب قوسين أو أدنى من انتهاء استعدادها لاستقطاب السواح من جميع أنحاء العالم،
ما زلنا في لبنان للأسف نعيش عكس هذه الصورة الجميلة، فصحيح ان الاستسلام ممنوع لكن القدرة على الإستمرارية والوجود باتت شبه مستحيلة.
واقعيًا أكثر من نصف المؤسسات السياحية أقفلت في الـ2020 و50% من العمال صاروا عاطلين عن العمل خصوصًا بعد فترة الإقفال الأخيرة التي امتدت لشهرين ونيّف، يبقى قلة قليلة من أصحاب المؤسسات “المياومين” الذين يرغبون في فتح مؤسساتهم مجددًا، إلا أنهم لن يستطيعوا بسبب الظروف الرديئة وبسبب تقاعس الدولة عن تقديم حد أدنى من التعويضات والتحفيزات أو إقرار خطة إعفائية مقترحة وتشريعات تحمي القطاع أو اتخاذ إجراء إقتصادي واحد محق منذ بداية الأزمة الاقتصادية والجائحة حتى اليوم.
يشهد القطاع المطعمي اليوم هجرة جماعية للبترول السياحي أي العلامات التجارية والمستثمرين الذين برعوا في وضع لبنان على الخارطة السياحية العالمية.
يا له من من مشهد محزن ومؤسف أن نرى المستثمر اللبناني واقفًا بالصف حاملًا سيرته الذاتية متسلحًا بخبرته وعلامته التجارية الناجحة، عارضًا امتيازاته على المستثمرين في الخارج بسعر زهيد غب الطلب، ليختاروا الأفضل منها ليزرعوا بلادهم من بذور أصيلة من الكوادر العمالية اللبنانية الكفوءة ويمتصون الخبرات الذهبية.
ما هو معلوم وأكيد أنها ستكون أكبر ضربة في تاريخ السياحة في لبنان خصوصًا بعد انتهاء أكثرية الدول المذكورة من عملية التلقيح، بينما ستقف دولتنا الجليلة مكتوفة الأيدي تشهد هجرة سياحية وتبكي كالضعفاء على اغنى واغلى قطاع لم تحافظ عليه كالابطال.