كثف الاعلام الاسرائيلي تقاريره في الفترة الاخيرة متحدثا عن حرب وشيكة مع لبنان، بالتزامن مع التحليق اليومي لطائرات الاستطلاع والحوادث الامنية المرافقة على طول الحدود من عمليات خطف لرعاة الى سرقة مواشي واطلاق القنابل المضيئة في سماء بعض القرى المجاورة للشريط الشائك بذريعة التسلل.
وبعد ايام على تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اللبنانيين بـ”دفع ثمن باهظ” مع اندلاع معركة على “الجبهة الشمالية” محملا الحكومة مسؤولية تصرفات حزب الله، عاد الحديث عن جهوزية الحزب جنوباً وامكانية لجوئه الى ضربة في عمق الاراضي المحتلة كرد توعدت به القيادة على مقتل عناصر وقادة في الحزب على يد اسرائيل، وفي الاطار تحدث تقرير للجيش الإسرائيلي عن إمكانية الحزب وجهوزيته بالبدء في تصعيد محدود، إلى جانب المدة الزمنية التي تحتاجها إيران للوصول إلى القنبلة النووية.
بحسب التقرير الاسرائيلي فان الروزنامة العسكرية للحزب مرهونة بالقنبلة النووية الايرانية التي تسعى طهران الى قطع شوط كبير بتصنيعها مستفيدة من عامل الوقت الاميركي والليونة الظاهرة حتى الآن بشأن العودة الى المفاوضات. وتسعى ايران الى “أخذ وقتها” في الرد عبر القنوات الدبلوماسية وتحديدا الاوروبية، وهذا الامر لا يمكن أن تتغاضى عنه اسرائيل اذ أنها تتجهز وبحسب الاعلام العبري الى أسوأ السيناريوهات ومنها امكانية قصف المنشآت الايرانية وفي مدة ليست ببعيدة، ولكنها لا تزال مترددة الى حين انهاء الجهوزية الكاملة على الحدود مع لبنان لأن الرد من قبل الحزب سيكون حتميا ولن يتأخر.
انطلاقا من هذا قّدرت شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الاسرائيلي “أمان”، أن “حزب الله مستعد لخوض تصعيد محدود على الحدود مع لبنان، إضافة إلى أن لدى ايران قدرة تطوير قنبلة نووية خلال عامين”، وعليه فان الجانب الاسرائيلي يتخذ التدابير التي تؤشر الى خوض غمار الحرب وابرزها:
- مناورات “عاصفة البرق” التي حاكت اندلاع مواجهة جديدة مع حزب الله وفحص مدى جاهزية القوات الاسرائيلية على الحدود الشمالية مع لبنان وسط مشاركة لقطاعات حربية ضمت قوات من القيادة الشمالية، ومن سلاح الجو والبحر، هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، هيئة الاستخبارات وشرطة إسرائيل، وقد أنهت القيادة العسكرية هذه المناورات يوم الاربعاء مؤكدة الجاهزية لأي حرب محتملة.
- الاسراع في حملة التلقيح ضد كورونا وقد استنفرت السلطات العسكرية والامنية الاسرائيلية لهذا الغرض حيث تم توفير اللقاحات لخفض عدد الاصابات لاسيما في صفوف الجيش الاسرائيلي وفي الاطار طالب وزير الدفاع بيني غانتس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتطبيق خطة الشارة الخضراء التي تنص على اعادة فتح المحال التجارية امام المواطنين المطعمين. والهدف من ذلك اعادة دورة الحياة الاقتصادية الى اسرائيل تحسبا لأي خطوة أمنية على أن تكون المستوطنات على جهوزيتها الصحية والنفسية.
التهديدات الاسرائيلية والذرائع التي تنصبها حكومة نتنياهو في الشرك الاقليمي لاقتناص فرصة الهجوم، تتزامن مع تأكيد تل ابيب مهاجمة الاهداف الايرانية ومراكز حزب الله في العمق السوري عبر الغارات الجوية الدورية، وتكمن المخاوف في هذا الاطار من ضربة مفاجئة قد تفعلها اسرائيل على مراكز للحزب في لبنان بذريعة الضربة الاستباقية التي كان يحضرها الحزب على بعض المستوطنات.
وعلى المقلب اللبناني، يبدو أن الحزب على أُهبة الاستعداد للمواجهة، وقد أجرى في الاشهر الاخيرة مناورات كبيرة تحاكي أيضا الحرب مع اسرائيل، وأشرف عليها قادة ميدانيون من الحرس الثوري الايراني وتردد أن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله حضر بعضها وسط تكتم أمني مشدد.
حزب الله وجه رسالة الى الاسرائيليين عندما أصاب طائرة مسيرة بصاروخ موجه، وتخطى الجانبان الحادثة التي عرض لبعض تفاصيلها الاعلام الحربي وظهرت عبر الاعلام الطائرة التي تم اسقاطها. أما اليونيفيل التي تحافظ على دورها “المراقب” وتسير دورياتها على طول الحدود، فقد فرملت بعض الشيء حركتها في البلدات التي يطغى عليها حزب الله، بعد أن واجهت العديد من الاشكالات مع الاهالي الرافضين لوجودها. وتأتي الخطوات الاممية ضمن السياسة المتبعة دوليا والتي تقضي باعادة البحث في دور هذه القوات مستقبلا في لبنان.
كل ذلك يؤكد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة تصفية الحسابات الاقليمية والدولية، ولبنان المعني الاول بهذه الحسابات لن يكون بمأمن عن الصواريخ العابرة للحدود.
علاء الخوري – ليبانن فايلز