وإذ لفت إلى أنّ هذه المرحلة هي «مرحلة الرجال، الرجال الصامدين»، خاطب العسكريين قائلًا: «عهدتكم أبطالًا في كل الأوقات وجعلتموني فخورًا بكم، وسأبقى».
وفي الختام، أكّد العماد عون أنّ لبنان سينهض من جديد.
هنا نص الرسالة:
مع انطلاقة عام جديد، تتجدّد الآمال بأن يحمل معه الخير للجميع، فما عشناه خلال العام المنصرم كان صعبًا على مختلف الصعد، سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وصحيًا، وكان الجيش في كل واحدة منها حاملًا الكأس الأصعب في مواكبتها، واضعًا همومه وهواجسه جانبًا، لأنّ أمن البلاد يبقى بالنسبة إليه الأولوية والمهمّة المقدّسة.
استحقاقات كبيرة تطلّبت منكم جهودًا أكبر، وكنتم خير مثال في الانضباط والالتزام. قمتم بواجبكم على أكمل وجه، واستحققتم ثناء أبناء وطنكم كما المجتمع الدولي الذي يكرّر دومًا التعبير عن إعجابه بأدائكم. واجهتم التحدّيات بصلابة وعنفوان وما سمحتم للفتنة بالتغلغل بين مواطنيكم. تتكبّدون الأعباء المعيشية نتيجة الوضع الاقتصادي المتردّي ولكنّكم منعتم تردّداته من أن تُخل بالأمن. تواجهون الوباء الذي يقضّ مضاجعنا جميعًا، ولكنّكم مستمرون بأداء واجبكم.
اعلموا أنّكم الأمل الأخير لشعبنا. فعلى الرغم من المخاض الذي نعيشه، كل الآمال معلّقة عليكم. ثقوا بقدراتكم، ثقوا بقيادتكم التي لا تألو جهدًا في الدفاع عن حقوقكم. اثبتوا في ايمانكم بوطنكم، فما بعد المخاض إلا الفرج. سيستردّ وطننا عافيته وسيسترجع سنين مجده. إنّها مرحلة الرجال، الرجال الصامدين على الرغم من كل الظروف. عهدتكم أبطالًا في كل الأوقات وجعلتموني فخورًا بكم، وسأبقى. لا ننسى دماء رفاقنا الذين سبقونا في رحلة الشهادة دفاعًا عن وطننا، فبفضلهم نحن موجودون ولأجلهم نحن مستمرون.
مهما اشتدّت أهوال وطننا، سنتمسّك بقيمنا أكثر. لن نستسلم، لن نتراجع. تراب وطننا غال، كذلك أهلنا وأبناؤنا. هم عهدوا إلينا مهمّة الدفاع عنهم في وجه كل التحديات والمخاطر، وسنبقى على العهد. علّموا أبناءكم حبّ الوطن كما تحبّونه أنتم وتبذلون دماءكم في سبيله. أعلمُ جيّدًا ما تعانونه حاليًا لأجلهم، ولكن لا تفقدوا الأمل، سينهض وطننا من جديد.