بدءاً من اليوم سيطلق وزير الصحة حمد حسن تطبيقاً إلكترونياً يتيح لكل مواطن لبناني الدخول إليه وتقديم المعلومات اللازمة لكلّ من يرغب في أخذ اللقاح.
هل ستتكرّر تجربة اللبنانيين السابقة مع استمارة توزيع “مبلغ مساعدات الـ400 ألف ليرة”؟
هل الفريق الطبي الذي سيشرف على اللقاح جاهز ومستعد؟
هل سيتم التوزيع بشكل عادل؟
كيف ستتم عملية الفرز، وإعطاء المواعيد والتوزيع على المراكز والمتابعة للجرعة الثانية مع بدء العد العكسي لوصول لقاح “فايزر” في مطلع شهر شباط؟
قالاختصاصي في الأمراض الجرثومية وعضو “اللجنة العلمية لمتابعة كورونا” ورئيس “اللجنة العلمية لمتابعة اللقاح” الدكتور عبد الرحمن البزري كشف لـ”أساس” عن تأسيس لجنة متخصّصة تتابع وضع خطّة علمية لكيفية توزيع اللّقاح وآلية لتنظيم وصوله واستخدامه، إضافةً إلى وجود منصّة استُحدثت وستنطلق الاثنين المقبل بغرض تسجيل المواطنين أسمائهم عبرها، وهناك خط ساخن سيُعلن عنه مخصّص للقاح، مهمته مساعدة الأشخاص غير القادرين على تعبئة الاستمارة. والأخيرة تطلب المعلومات الشخصية والعمر والجنس ومكان السكن والمهنة ومعلومات عن السجّل الصحّي، وعما إذا كان الشخص قد تعرّض للإصابة بكورونا في الفترة السابقة”.
ويضيف البزري: “نحن نشجّع على التعبئة القطاعية أيّ كل قطاع يقوم بتعبئة الاستمارات، وسيترافق ذلك مع حملة إعلامية لإرشاد المواطنين حول كيفية تعبئة الاستمارات على الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاصّين باللقاحات. كما أنّ هذه المنصة ستكون مزوّدة ببرامج إلكترونية تفرز جميع الذين يسجلون أسمائهم إلكترونياً لمتابعتهم”.
– المرحلة الأولى ستشمل العاملين في القطاع الصحي ومن هم في الفئات العمرية فوق 75 عاماً.
– المرحلة الثانية ستضم من لم يشملهم التطعيم من فئات المرحلة الأولى ومن يعانون من أمراضٍ مزمنة والضروريين للمحافظة على سير المجتمع. ربما تكون القوى الأمنية من بينهم.
– المرحلة الثالثة هم العاملون والعاملات في أماكن ذات مخاطر انتقال العدوى.
– المرحلة الرّابعة ستشمل من يرغبون في تلقّي اللّقاح.
وأكّد البزري أنّ “الآلية طويلة جدّاً ودقيقة للغاية وستتضمّن توزيع اللّقاح على المراكز الصحية، أيّ المستشفيات ومنها يتمّ تلقيح النّاس”.
وعمّا إذا كان لبنان مجهّزاً تقنيّاً لتخزين هذه اللّقاحات التي تحتاج إلى شروط خاصّة لتحافظ على فعاليّتها: “كل شيء مؤمّن وليس لدينا أيّ نقصّ إن كان بالمعدّات اللازمة لاستخدام اللقاح كالإبر وأماكن التّخزين. والمراكز الـ35 جاهزة ويمكن أن يرتفع العدد إلى 40 تدريجياً. في المرحلة الأولى بالطبع لن نبدأ في جميع المراكز لأنّ اللقاح سيصل تدريجياً”.
وعن الضّمانات التي تكفل عدم وجود “زعبرة” وضمان توزيع عادل للقاحات، أكّد أنّ “الجسم الطبّي ولجنة الخبراء هم من يضعون الآن الخطوط العريضة والتّفاصيل في خطّة استيراد وتوزيع اللقاح، وستكون هناك رقابة خاصّة على هذا الملف ومتابعة دائمة، وسنضع آلية شفّافة وواضحة أمام كلّ النّاس، لكي يعرف كلّ مواطن دوره في هذه المرحلة، وتفاصيل حول توقيت ومكان التلقيح وأخرى حول موضوع اللّقاح”.
عضو لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور فادي علامة قال لـ”أساس” إنّ “الخطة الموضوعة من اللجنة برئاسة الدكتور البزري تنسجم تماماً مع المعايير المعتمدة عالمياً وهي خطة وطنية وعلمية، كما تنسجم أيضاً مع ما يطلبه البنك الدولي لأنّه سيموّل جزءاً من اللقاحات بقيمة 34 مليون دولار. وهي خطة قابلة للتعديل”.
وأضاف: “عمليات التحضير بدأت لاستقبال الدفعات الأولى من اللقاح بمعدل 45 ألف لقاح بداية شهر شباط، مع المراكز والأماكن المخصّصة للتخزين خصوصاً لقاح “فايزر”، ويتم التعاون مع منظمة الصحة العالمية التي ساعدتنا على الانطلاقة على أمل أنّه مع ازدياد عدد اللقاحات سنكون أكثر جهوزية”.
وتابع: “ضمن الخطة الأولوية كما بات معروفاً ستكون للعاملين في القطاع الصحي، يليهم من يحملون أمراضاً مزمنة، ثم كبار السنّ، وبعدهم العاملون في الأجهزة الأمنية والإعلاميون. على خلاف بعض الدول التي اختارت العكس تماماً، مثل أندونيسيا التي قرّرت أنّها لا تريد تلقيح كبار السنّ، بل بدأت بالذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً، لأنّهم يتسبّبون بنقل العدوى عبر عدم الالتزام والاختلاط”.
وعن المنّصة المخصّصة للقاح قال علامة: “هي من ضمن الشروط المطلوبة لمعرفة من يحق له أخذ اللقاح ولضبط الموضوع، وترتيب المواعيد وجمع المعلومات في حال ظهرت أعراض جانبية على الشخص بعد أخذه اللقاح. ستخلق لدينا قاعدة بيانات “داتا” بين يديّ اللجنة الوطنية لمعرفة كيفية التعاطي مع اللقاحات ومفاعيلها”.
وشرح علامة كيفية سير العمل بالمنصة: “يمكن تعبئة الاستمارة عبر الموقع الالكتروني أو عبر call center وأرقام الخط الساخن 24/24 التي سيُعلن عنها. هناك بعض الاشخاص ليس لديهم معرفة بالتكنولوجيا، وعمليات تدريب الطواقم بدأت. أما عن المراكز الـ35 المخصصة فهي خليط بين مستشفيات حكومية وجامعية موزّعة على الأقضية. وكلّ مواطن سيصل إلى المركز بعد تحديد موعد له يصله تبليغ عنه عبر رسالة نصيّة sms لتبدأ المقابلة الأولى معه للتاكّد من المعلومات التي صرّح بها عبر الاستمارة، وبعدها يتمّ تحضيره لأخذ اللقاح، وتتم مراقبته لفترة معينة، والفترة الفاصلة بين شخص وآخر هي 15 دقيقة حتّى لا يتجمّع الناس في مكان مشترك. وبالتالي العملية كلها تقريباً لن تزيد مدّتها عن 35 دقيقة”.
تالا غمراوي – أساس ميديا