“كرة القدم النووية” اسم يطلق على حقيبة غامضة ترافق الرئيس الأميركي أينما ذهب، وتمنحه القدرة على بدء هجوم نووي من أي مكان في العالم، سواء كان أرضا أو جوا.
تُعرف رسمياً باسم “حقيبة الطوارئ الخاصة بالرئيس”، وتتكون من هيكل قوي من الألومنيوم، مغطى بالجلد الأسود.
وخلافا للاعتقاد السائد، لا تحتوي الحقيبة في الواقع على زر أحمر كبير لشن حرب نووية. والغرض الأساسي منها هو تأكيد هوية الرئيس، حيث يسمح له بالتواصل مع مركز القيادة العسكرية الوطنية في البنتاغون، الذي يراقب التهديدات النووية في جميع أنحاء العالم، ويمكن للرئيس أن يأمر برد فوري.
كما تزود الحقيبة القائد العام (الرئيس) بقائمة مبسطة لخيارات الضربة النووية، مما يسمح له بأن يقرر، على سبيل المثال، ما إذا كان سيقضي على جميع أعداء أميركا بضربة واحدة، أو يقصر ذلك على محو موسكو أو بيونغ يانغ أو بكين فقط.
ولا يمكن تشغيل الحقيبة النووية وإتمام مهمة التحقق من هوية الرئيس دون استخدام الرمز السري الخاص به، والمثبت على بطاقة ترافق الرئيس، يطلق عليها اسم “البسكويتة النووية”.
حقيبة متقاعدة، أفرغت من محتوياتها الداخلية السرية للغاية، معروضة حاليا في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الأمريكي. ويقول المنسق هاري روبنشتاين: “كنا نبحث عن شيء من شأنه أن يُظهر القوة والمسؤوليات العسكرية الهائلة للرئيس، ووجدنا هذا الشيء الأيقوني”.
وعلى الرغم من أن أصول “كرة القدم النووية” لا تزال سرية للغاية، إلا أنه يمكن إرجاعها إلى أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، بحسب مجلة “سميثسونيان” الأميركية.
حيث كان الرئيس الأميركي آنذاك كينيدي يعتقد أن الأسلحة النووية، على حد تعبيره، “جيدة فقط للردع”. كما شعر أنه “من الجنون أن يكون رجلان جالسان على جانبين متقابلين من العالم، قادرين على تقرير إنهاء الحضارة” البشرية، مرعوبا من العقيدة المعروفة باسم MAD (التدمير المتبادل المؤكد).
فأمر كينيدي بوضع أقفال على الأسلحة النووية، وطالب ببدائل لخطة الحرب النووية “الكل أو لا شيء”.
وتوثق مذكرة كينيدي التي رفعت عنها السرية، المخاوف التي أدت إلى اختراع “كرة القدم النووية” كنظام للتحقق من هوية القائد العام. طرح الرئيس الأسئلة التالية المروعة، ولكن المنطقية: “ماذا أقول لغرفة الحرب المشتركة لشن ضربة نووية فورية؟”. “كيف يمكن للشخص الذي تلقى تعليماتي التحقق منها؟”.
وفقا لوزير الدفاع الأميركي السابق، روبرت إس ماكنمارا، اكتسبت كرة القدم اسمها من خطة حرب نووية مبكرة أطلق عليها اسم “Dropkick”.
وتم التقاط أقدم صورة معروفة لمساعد عسكري يسير خلف الرئيس الأمريكي بحقيبة سوداء في 10 مايو عام 1963، في مجمع عائلة كينيدي في ميناء هيانيس، ماساتشوستس.
ومنذ عام 1963، أصبحت الحقيبة عنصرا أساسيا في الرحلات الرئاسية، وتم حتى تصويرها في الساحة الحمراء بموسكو في ايار 1988، حيث كانت ترافق الرئيس رونالد ريغان في زيارته الرسمية آنذاك للاتحاد السوفيتي.
وكانت الشكوى المتكررة من الرؤساء والمساعدين العسكريين على حد سواء هي أن “كرة القدم النووية”، التي تزن حاليا حوالي 45 رطلا، تحتوي على الكثير من الوثائق.
وكان الرئيس الأميركي، جيمي كارتر، الذي كان مؤهلا للعمل كقائد لغواصة نووية، مدركا أنه لن يكون أمامه سوى بضع دقائق ليقرر كيفية الرد على الضربة النووية إذا وجهت ضد الولايات المتحدة.
فأمر كارتر بتبسيط الخطط الحربية بشكل جذري. ووصف مساعد عسكري سابق للرئيس بيل كلينتون، الكولونيل باز باترسون، مجموعة الخيارات المختصرة الناتجة على أنها أقرب إلى “قائمة إفطار ديني”. فقال: “إنه مثل اختيار واحد من العمود أ واثنين من العمود ب”.