
بقلم أنطوان سعادة المصدر أخبار البلد
تُعتبر الانتخابات البلدية في لبنان محطة مهمة لتحديث تقييم نفوذ القوى والأحزاب السياسية على المستوى المحلي. في الانتخابات البلدية السابقة، التي جرت في عام 2016، شهدت الساحة السياسية اللبنانية تنافسًا حادًا بين الأحزاب التقليدية وقوى المجتمع المدني.
بيروت:
في العاصمة بيروت، تنافست لائحتان رئيسيتان:
• لائحة “البيارتة”: مدعومة من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، بالإضافة إلى تحالفات مع أحزاب أخرى مثل التيار الوطني الحر وحركة أمل.
• لائحة “بيروت مدينتي”: مكونة من ناشطين في المجتمع المدني سعت إلى تقديم بديل عن الطبقة السياسية التقليدية.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها “بيروت مدينتي”، إلا أن لائحة “البيارتة” فازت بجميع مقاعد المجلس البلدي. ومع ذلك، يُعتبر حصول “بيروت مدينتي” على نسبة معتبرة من الأصوات مؤشرًا على تنامي الوعي المدني والرغبة في التغيير.
جبل لبنان:
في محافظة جبل لبنان، برز التيار الوطني الحر كأحد الرابحين الرئيسيين. ففي بلدة الحدث وقضاء كسروان، تمكن التيار من تحقيق انتصارات مهمة، مما عزز من نفوذه في هذه المناطق. كما شهدت بعض البلدات تحالفات بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، مما أدى إلى إقصاء زعامات محلية تقليدية.
البقاع:
في منطقة البقاع، تميزت الانتخابات بتنافس عائلي في العديد من البلدات، مع حضور حزبي في مناطق مثل زحلة والبقاع الشمالي. في زحلة، تنافست ثلاث لوائح رئيسية، حيث تمكنت لائحة “إنماء زحلة” المدعومة من أحزاب القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، والكتائب من تحقيق تقدم ملحوظ.
الجنوب:
في الجنوب، حافظ الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، على نفوذهما التقليدي، حيث فازت اللوائح المدعومة منهما في معظم البلديات من دون منافسة تُذكر.
دور المجتمع المدني:
على الرغم من عدم تحقيقها لانتصارات كبيرة، إلا أن مشاركة لوائح المجتمع المدني، مثل “بيروت مدينتي”، أظهرت رغبة جزء من الناخبين في التغيير والابتعاد عن الاصطفافات السياسية التقليدية.
ملاحظات عامة:
• نسبة المشاركة: تفاوتت نسب المشاركة بين المناطق، حيث شهدت بعض الأقضية نسب اقتراع مرتفعة تجاوزت 60%، بينما كانت النسبة أقل في مناطق أخرى.
• التحالفات السياسية: أظهرت الانتخابات قدرة الأحزاب التقليدية على تشكيل تحالفات عابرة للاصطفافات السياسية لضمان الفوز، مما يعكس مرونة هذه الأحزاب في التعامل مع الاستحقاقات المحلية.
بشكل عام، كرست الانتخابات البلدية في لبنان عام 2016 نفوذ الأحزاب التقليدية، مع بروز محدود لقوى المجتمع المدني، مما يعكس التحديات التي تواجهها هذه القوى في اختراق المشهد السياسي المحلي.
حتى تاريخ 16 آذار 2025، لم تُجرَ الانتخابات البلدية في لبنان والتي كان من المقرر إجراؤها في أيار 2024. في 25 نيسان 2024، قرر البرلمان اللبناني تأجيل هذه الانتخابات للمرة الثالثة حتى موعد أقصاه 31 أيار 2025، ممددًا بذلك ولاية المجالس البلدية والاختيارية الحالية
البلدية في لبنان والتي كان من المقرر إجراؤها في أيار 2024. في 25 نيسان 2024، قرر البرلمان اللبناني تأجيل هذه الانتخابات للمرة الثالثة حتى موعد أقصاه 31 أيار 2025، ممددًا بذلك ولاية المجالس البلدية والاختيارية الحالية.
جاء هذا التأجيل نتيجة لعدة أسباب، أبرزها:
• الأوضاع الأمنية: شهدت المناطق الجنوبية من لبنان تصعيدًا عسكريًا وتبادلًا للقصف مع إسرائيل منذ تشرين الأول 2023، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.
• التحديات المالية: واجهت الدولة اللبنانية صعوبات في تأمين التمويل اللازم لإجراء الانتخابات، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ عام 2019.
بناءً على ذلك، ونظرًا لعدم إجراء الانتخابات حتى الآن، لا تتوفر دراسات أو توقعات حديثة حول ترجيحات الربح والخسارة بين القوى والأحزاب اللبنانية في الانتخابات البلدية لعام 2025. من المتوقع أن تظهر مثل هذه الدراسات والتحليلات مع اقتراب موعد الانتخابات، خصوصًا مع إعلان الجهات الرسمية عن المواعيد النهائية لإجرائها.
لكن من الملاحظ لدى من يجري لقاءات مناطقية مع المرشحين او الناخبين في معظم المناطق اللبنانية ان الجو المسيحي هو الأكثر تغييرا، ويلاحظ ان القوات اللبنانية هي اللاعب الاول في البلديات المسيحية ويلاحظ ايضاً ان التحالف القواتي الكتائبي قد يسيطر على الأغلبية الساحقة من البلديات في هذه المناطق.
أنطوان سعادة | أخبار البلد