أحيا مستشفى تل شيحا، جرياً على عادة سنوية، قداس الميلاد المجيد في قاعة المحاضرات، واحتفل بالذبيحة الإلهية النائب الأسقفي العام لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك الأرشمندريت نقولا حكيم ممثلاً سيادة المطران ابراهيم مخايل ابراهيم الذي تغيب بداعي وفاة عمّه، ومشاركة مسؤول راعوية الصحة في المستشفى الأب الياس القاصوف، بحضور نائب رئيس المستشفى، نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش، مدير عام شبكة مستشفيات اوتيل ديو الأستاذ نسيب نصر، مدير عام مستشفى تل شيحا الدكتور مروان خاطر، مسؤولي الأقسام، أطباءوممرضات وممرضين.
بعد الإنجيل المقدس نقل الأرشمندريت حكيم تحيات ومعايدة المطران ابراهيم الى الجميع وشدد على ان المستشفى كان وسيبقى ” مستشفى الفقراء”
وفي نهاية القداس كانت كلمة للدكتور خاطر جاء فيها :
” اسمحوا لي ان اتوجه بإسمي وبإسم عائلة مستشفى تل شيحا بأحر التعازي الى سيادة المطران ابراهيم مخايل ابراهيم وعائلته الكريمة لوفاة عمّه سائلين الله ان يعزي قلوبهم ويمنح الفقيد الرحمة في الملكوت السماوي.
مع نهاية هذا العام، أود أن أعبر عن شكري وامتناني لكل واحد منكم على الجهد والتفاني الذي قدمتموه طوال العام. لقد كانت سنة مليئة بالتحديات والإنجازات التي لم تكن لتتحقق إلا بروح العمل الجماعي والتزامكم المستمر بالتميز.”
واعطى مثلاً عن السكّر والشاي فقال ” وضعت السكر في الشاي.. ونسيت أن أحركه.. وشربت منه فكان طعمه مراً..
ولكن مرارة الشاي لا تعني عدم وجود السكر فيه.. لأنك بمجرد تحريك الشاي ستظهر حلاوته.. فالسكر موجود لكن يحتاج من يحركه. كذلك الخير والحب موجود في نفوس أغلب الناس..
ولكنه يحتاج من يحركه.
حركوا الخير والحب في نفوسكم.. ونفوس من تحبون ستشعرون بحلاوة طعم حياتكم .. وتكتشفون الخير في شخصياتكم..ما أنبل قطعة السكر.. أعطت الشاي ما لديها ثم إختفت..
هكذا المعروف . كونوا كقطعة السكر حتى وإن إختفت تركت أثراً جملاً.. فالبصمة الجميلة تبقي حتى وإن غاب صاحبها “.
وختم ” أنتم أساس نجاحنا، وكل إنجاز حققناه هو ثمرة لإصراركم وعملكم الدؤوب. دعونا نستقبل العام الجديد بروح من التفاؤل والحماس، ونتطلع إلى فرص جديدة تُمكننا من تحقيق المزيد من النجاحات معًا. شكراً لكم جميعاً، وكل عام وأنتم بخير.”
والقى النقيب بخاش كلمة بالمناسبة جاء فيها :
” يشرفني اليوم ان سيادة المطران ابراهيم مخايل ابراهيم كلّفني ان اتوجه اليكم في هذه المناسبة.
بإسم عائلة مستشفى تل شيحا نتوجه الى سيادة المطران ابراهيم بأحر التعازي بوفاة عمّه، وللععائلة الكريمة ايضاً.
نلتقي اليوم بعد الذبيحة الإلهية المقدسة في صرح مستشفى تل شيحا الذي يعود تاريخه الى اكثر من 120 سنة، وقد وضع حجر الأساس سنة 1906 وتوقف العمل فيه خلال الحربين العالميتين، وفتح المستشفى ابوابه رسمياً عام 1949، ومنذ ذلك الوقت مستشفى تل شيحا يخدم المجتمع البقاعي، وكلنا نعرف انه وعلى فترة عقود كان المستشفى الوحيد في المنطقة يخدم اهلنا من عرسال والهرمل الى اقصى الجنوب الغربي للبقاع اي حاصبيا، راشيا الفخار وراشيا الوادي، والكثير من الأشخاص الموجودين بيننا اليوم واكبوا مستشفى تل شيحا في ايام ازدهاره كما في الأيام الصعبة وصولاً الى الأزمة الأخيرة في 2019 ً الى اليوم، وفي كل هذه الفترة لم يتوقف مستشفى تل شيحا يوماً عن تقدمة الخدمات للمواطنين.”
واضاف ” اتوقف اليوم عند ثلاثة مراحل تترجم روحية هذا الصرح:
اولاً : الإحتفال باليوبيل الماسي للمستشفى بمناسبة مرور 75 سنة على بدء العمل، وكان العمل جارياً للإحتفال بهذه المناسبة تزامناً مع زيارة غبطة البطريرك يوسف العبسي الى زحلة، ولكن الأوضاع الأمنية حالت دون ذلك. وهذا اليوبيل يترجم تاريخ هذه المؤسسة، 75 سنة من الخدمة المستمرة لأهل زحلة والبقاع، وهنا اؤكد على ما قاله قدس الأرشمندريت حكيم ” مستشفى الفقراء”، ولو كان هناك على وسائل التواصل الإجتماعي ابواقاً تكثر الكلام، نحن من الداخل نعرف حجم الحمل الذي يقوم به هذا المستشفى والحسومات التي يقدمها لدرجة ان بعض المرضى يتلقون العلاج دون تسديد الفواتير! والمستشفى سيستمر بهذه السياسة سياسة العطاء.”
وتابع ” ثانياً : مررنا بالكثير من الأوضاع الصعبة، ولفتني جداً ما وقعت عيناي عليه في مكتبة المطرانية من ارشيف ووثائق، ويوميات المطران اغسطينوس فرح بحيث كتب :” على المستشفى ان يبقى مستمراً في خدماته ولو عملنا باللحم الحي، فدوره ان يطبب الجرحى حتى ولو لم تدفع له وزارة الصحة المستحقات” وكان يحمل حقيبته ويجول لجمع المساعدات لتأمين استمرار العمل في المستشفى، وكلنا يذكر ان جزءاً من المستشفى اصيب وتدمر واعدنا ترميمه، وهذا بحد ذاته يترجم رسالة المستشفى.”
واردف بخاش ” ثالثاً : نحن اليوم نحتفل ايضاً بالذكرى الثانية على توقيع اتفاق التعاون مع مستشفى اوتيل ديو الذي وقّع في 18 كانون الأول 2022، ولو ساعدتنا الظروف كنا احتفلنا بطريقة اكبر، ولكن اليوم نحتفل بها في هذا القداس المبارك. هذه التوأمة طوت الصفحة الضبابية الأخيرة بعد الإنهيار المالي والفترة الصعبة التي مر بها المستشفى. هذه التوأمة تواكبت مع اشخاص كان لديهم تطلعات ورسموا خطة نهوض، نقطف نحن ثمارها اليوم من اعادة افتتاح مراكز ومن تقنيات حديثة وأطباء جدد، وما قصدت قوله هو انه مهما كان لدينا رؤية وخطط واشخاص اخصائيين في المستشفيات، فإن تطبيق هذه الخطة يقع على كاهلكم انتم، كل طبيب وكل ممرض او ممرضة وصولاً الى الحارس الذي يحمي مداخل المستشفى على مدار الساعة، فلولا الإيمان الموجود بداخلكم وتعلقكم بهذا المستشفى لما استطعنا ان نحقق كل هذه الطموحات.”
وختم ” مرة جديدة اشكركم، انتم الجنود باللباس الأبيض، واليوم نحن على ابواب عام 2025 بدأنا بتحضير الرؤية وخطة العمل مترافقة مع طموحات كبيرة وافكار كثيرة نرغب بتحقيقها، وكل هذه الأفكار تتحقق بسرعة مع تعافي البلد وانتخاب رئيس للجمهورية وحكومة جديدة تعيد تأهيل مؤسسات الدولة اللبنانية، وانا اعتبر انه اذا كان الجيش اللبناني هو الدعامة الأساسية للوطن، فالدعامة الثانية هو الجيش الأبيض اي الصحة، لأن صحة الوطن هي من صحة المواطن.
بإسمي الخاص وبإسم عائلة مستشفى تل شيحا وبإسم عائلة شبكة مستشفيات اوتيل ديو وبإسم سيادة المطران ابراهيم اتوجه اليكم بالمعايدة وكل عام وانت بألف خير .”
وقدّمت ادارة مستشفى تل شيحا هدايا تذكارية الى الأستاذ نسيب نصر والنقيب يوسف بخاش.
وبعد القداس انتقل الحضور الى بهو المستشفى حيث استمتعوا بأجمل التراتيل والأغاني الميلادية من جوقة وتر بقيادة المبدع فادي نحاس واقيم حفل غداء بالمناسبة وجرى قطع قالب حلوى.