كتب الناشط السياسي ورئيس تحرير موقع OLN NEWS 👑 الإعلامي #كارلوس_أبو_نجم على حسابه على الفيس بوك تحت عنوان:
كنا ننتظر بفارغ الصبر قرع جرس النهاية في المدرسة للرجوع الى المنزل بعد نهار طويل مر علينا وكأنه دهر…
كنا نخرج من الصف بسرعة جنونية متجهين نحو أوتوكار المدرسة كأننا في سجن وأطلق سراحنا وعادت الينا حريتنا المسلوبة …
شعور لا يعرفه الا الذين عايشوه بكل تفاصيله ومعاناته فكان التعب باديا علينا والنعاس والجوع والبرد أيضا بثيابنا المتسخة المببلة بالمطر بشعر مبعثر كل هذا المشهد المروع لا يساوي شيء أمام حريتنا…..
كنا نغمض عيوننا أحيانا في الاوتوكار حتى نصل الى المنزل لنأكل فالجوع كافر كما يقال وكم هي جميلة هذه اللحظات التي ننسى فيها كل شيء عندما كانت أمي تنتظرنا أمام باب المنزل بشوق وحنان وحب فتقبلنا وتحمل حقائبنا الثقيلة وكأن جبل أزيح عن ظهورنا…
كنا نغسل أيادينا المتسخة من التبشور بسرعة ونجلس على طاولة المطبخ الصغيرة نأكل بشهية بدون تأفف ولا تذمر بطعامنا القروي البسيط بعكس جيل اليوم الذي تربى الاكل الجاهز وعلى البزخ والبطر وقلة الحياء والغناج وإنكار النعمة..
لم تكن طموحاتنا كبيرة في تلك الايام فالعولمة لم يكن لها وجود بعد ولا الهواتف ولم نكن اغنياء الا في إيماننا وبساطتنا .
كم من المرات كنا نشتهي منقوشة الزعتر بفرصة المدرسة ولم يكن لدينا المال فكنا نحتفظ في الغصة بقلوبنا بعيون دامعة..
أيام مضت بغير رجعة مع كل معاناتها وأخزانها وفقرها وبساطتها ولكن السعادة لم تفارقنا يوما …
في النهاية يقول جبران خليل جبران:
من لا يشاهد الملائكة والشياطين في محاسن الحياة ومكروهاتها يظل قلبه بعيداً عن المعرفة ونفسه فارغة من العواطف….والسلام…