
كتب د. عماد شمعون على حسابه على الفيس بوك:
كم كاد شعار “الموت لإسرائيل” أن يصلح اعتماده كعنوان مناسب لِما تضمّنه بيان بكركي الصادر في 16-تشرين الأوَّل-2024.
وإليكم عيّنة حرفيّة لِما ورد ذكره في البيان الختاميّ للقِمّة الروحيّة التي دعت إليها بكركي والتي شاركت فيها مختلف المذاهب المسيحيّة والإسلاميّة في لبنان.
إنّه البيان الذي تضمَّن سيل مِن الإدانات بحقّ إسرائيل باعتبار أنّ حربها ليست ضد حزب الله بل ضد لبنان كلّ لبنان، وهذا غيض مِن فيض ما تمّ كيله في بيانٍ لَم يفصل لبنان عن غزّة:
“لقد مارست إسرائيل ولَم تزل، عدوانها الصهيونيّ الغاشم، الهمجيّ والوحشيّ والإجراميّ ضد لبنان”
“وأمعنت إسرائيل في استعمال العنف والدمار والقتل والإبادة الجماعية”
“وهدَّمت إسرائيل المنشآت والمؤسسات والبيوت على رؤوس ساكنيها”
“ودمّرت إسرائيل غزّة تدميراً كاملاً، وقتلت الأطفال والنساء والعجَّز، وهدّمت المستشفيات والمساجد والكنائس”
“وانّ هذا الواقع الكارثي والمأسوي والإنساني المروّع الذي تمارسه إسرائيل، لَم ترَ له البشريّة مثيلاً في التاريخ الحديث”
“لا في هول الأفعال والمجازر، ولا في الصمت على ما يُرتكب من أهوال وجرائم”
“فأطماع العدو الإسرائيلي ليس لها حدود، لا في الزمان ولا في المكان”
ولَم يغب عن البيان تأكيد “التمسّك بالدستور اللبناني واتفاق الطائف”
وتاكيد “ضرورة استضافة هؤلاء النازحين الضيوف”
والتأكيد أنّ “القضية المركزيّة هي القضيّة الفلسطينيّة”
ثمّ يتوجَّه البيان بـ”التعزية القلبية الحارّة لسقوط الشهداء، شهداء الوطن الذين ضَحّوا بحياتهم دفاعاً عن لبنان” (والمقصود هنا بشهداء الوطن هم شهداء حزب الله مِن دون تسميتهم).
إنّ الملفت في كلام بيان بكركي مِن حيث المضمون والأسلوب، تشابهه الفاضح بالبيانات التي تعوَّدنا على سماعها زمن ميليشيا الحزب الشيوعي، ومنظَّمة التحرير الفلسطيني، وجماعات الحركة الوطنيّة، وصولًا إلى حركة حماس اليوم وسائر جماعات الممانَعة.
وهذا ما دفع بنا إلى أن نطرح تساؤلنا متوجِّسين: مَن الذي صاغ بيان بكركي؟؟؟؟؟؟
إنّه البيان الذي جاءت تعابيره متطابقة مع أدبيّات الخطاب الثنائيّ الشيعيّ.
لقد حوَّل البطريرك الراعي بكركي، بمعيّة باقي المرجعيّات الروحيّة المسيحيّة، إلى منبرٍ مبايع لخطاب حزب الله.
مرجعيات روحيّة مسيحية تدّعي محبة الإنسان، وإذا بها تغضّ الطرف في بيانها عن ذِكر الألف قتيل مدنيّ إسرائيليّ مِن نساء وأطفال عُزَّل سقطوا، وهُم نيام، على يد حماس في اليوم الأوَّل مِن تنفيذ غزوة طوفان الأقصى.
نعم، لقد قالت بكركي ما قالته وذلك مِن حقِّها.
إلّا انّها حين تتكلَّم، فهي تتكلّم باسم الموارنة وسائر مسيحيّي لبنان.
أي أنّها حين تختار الانتحار، تكون قد جَرَّت علينا تداعيات خياراتها مِن هزيمة وفناء.
وكرمال مين؟
كرمال اللي محتلّين أراضي بكركي.
كرمال اللي قالوا عن البطريرك بشارة الراعي إنّو عميل.
كرمال اللي بهدلولو مطرانو وأذَلّوا
كرمال اللي قالولو: “احمل صليبك وارحل عنّا”.
كرمال اللي قالولو إنو كسروان إلنا ورح نستردها منكن.
هل أراد البطريرك الراعي مِن خلال تبنّي خطاب ممثِّل المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى والتصفيق له، أن يحَوِّل بكركي والمناطق المسيحيّة إلى أهدافٍ للطيران الإسرائيلي؟
بكركي يا بكركي، طلعتي بتحكي تركي، واليوم عمتحكي فارسي.
إنتِ بمطرح، وشعبِك بمطرح تاني.
ولأنّو بكركي بقيادتها الحاليّة مِش تكلي
فلنتحد مسيحيًّا ولنتكل على أنفسنا.
د. عماد شمعون