كتب الاعلامي أنطوان سعادة في موقع اخبار البلد:
في تاريخه المعاصر أصيب لبنان مرتين بانكماش اقتصادي قاسٍ كانت أسبابه داخلية خاصة لبنانية بحتة متعلقة بوضع لبنان السياسي والأمني.
المرة الاولى عند انهيار منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت توظف الكثير من الشباب الفلسطيني وايضاً اللبناني، وكان يدور في فلكها الكثير من الشركات والمؤسسات ولا ننسى المال السياسي الذي كان يُدفع للكثير من الاحزاب والمنظمات العسكرية والسياسيين. عندها وقعت أزمة اقتصادية قاسية دامت سنوات للخروج منها، ولم تطل منطقة واحدة في لبنان بل كل لبنان، ناهيك عن أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل.
المرة الثانية كانت عند حل حزب القوات اللبنانية التي كانت توظف الكثير من الشباب المسيحي في ما كان يسمى المنطقة الشرقية .أيضاً وقع لبنان يومها في انكماش اقتصادي، ولكن هذه المرة كان الإنكماش محدوداً ومناطقياً، كما أنه لم تكن هناك أحزاب ومنظمات عسكرية تقبض من القوات اللبنانية.
أما في يومنا الحالي فنحن على أبواب أزمة على الأرجح سوف تكون غير مسبوقة وقاسية في حال حل “حزب الله” لأن حسب مصادره هناك ثلاثمائة ألف مستفيد من الخدمات المالية عدا عن كم هائل من السياسيين والصحافيين وكل من يخدم الحزب من قريب أو بعيد غير الشركات والمؤسسات والمستشفيات والمدارس وسواها الكثير. وسوف يكون مصيرها مبهمًا وغير معروف، علاوة على صفوف العاطلين عن العمل، وليس هناك دولة قادرة لا على تحمُّل مسؤوليتها ولا على استيعاب ما يمكن حصوله من كوارث إجتماعية.
هنا لا أقول أو لا أدعو إلى أن يبقى سلاح “حزب الله” لأن الوضع الإقتصادي سوف يتأثر، بل أقول إن على الدولة أن تكون ولو لمرة واحدة من عمرها راشدة وحكيمة كي تستوعب هكذا وضع وأن لا تتسرع في استيعاب العاطلين عن العمل في ملاكها الوظيفي، بل عليها أن تُدرك أن آليات عملها وتفكيرها يجب أن تتغير وتتماشى مع التطورات. والأهم أن تُدرك أنه في ظل وجود سلاح واحد في الدولة وهو السلاح الشرعي، إن باب الاستثمار سيُفتَح على مصراعيه.
اذًا على الدولة أن تُكِبَّ على رعاية وتسهيل الاستثمار والمساعدة على فتح أسواق وآفاق جديدة، والدفع نحو اقتصاد المعرفة والاستثمار في التكنولوجيا… والأمثلة كثيرة.
فهل ستكون حقًّا راشدة وحكيمة؟؟
أنطوان سعادة