رسالة من القلب للبطريرك وللسادة المطارنة وللشرفاء
غبطة البطريرك السادة المطارنة شرفاء لبنان ، تعيش السياسة اللبنانية حالة إنقطاع حادة عن الممارسة السياسية الفاضلة، ومواجهة شرسة بين الباطل مع فهم المنهج السياسي المعتمد من طبقة سياسية فاسدة ، وهي اداة إستبدادية وصراع فرقاء في أجواء مشحونة لا تخلو من التداخل الخارجي والكيد الأخلاقي بين كل المكونات اللبنانية .
غبطة البطريرك السادة المطارنة شرفاء لبنان ، تجدر الإشارة أن أؤكد على أن المعنى السياسي الشريف غير مُصان في لبنان وسكوتكم عن هذا التصرف اللاوطني واللاأخلاقي ينّم عن خوف أو عن تخوّف أو من مسايرة للمؤامرة على الشعب اللبناني . لعل ما يحصل من ظاهرة العهر السياسي لا يخرج عن نطاق إمتداده للعنف ورهن الشعب وضرب الجمهورية ، وهذا الوضع هو بمثابة صراع ومتغيرات جيوسياسية وديمغرافية خطيرة .
غبطة البطريرك السادة المطارنة شرفاء لبنان ،حتى الآن وبمعية العديد من الإختصاصيين في علوم السياسة والإجتماع والإقتصاد والأمن والمال التعريف المناسب لهذا السكوت من قبلكم إكليروس وعلمانيين عمّا هو حاصل في لبنان عامةً وفي الشارع المسيحي خاصة بتعدد زوايا النظر والمقاربة العلمية لواقع الأمور لا سيما وأنّ هذه الظاهرة (ظاهرة التأقلم والسكوت مع الأمر الواقع)، أصبحت شائعة عندكم في هذه المرحلة … هل هذا الأمر مرّده للأميّة السياسية أو لعدم معرفة عميقة في تحليل الأحداث والوقائع إنه إنحراف عن تعاليم الإنجيل والحياة السياسية العامة التي هي بخدمة الشعب .
غبطة البطريرك السادة المطارنة شرفاء لبنان، الإنحراف السياسي في لبنان أمر خطير لن أشيع سرا في هذا الإطار هناك مجموعات إغترابية سعتْ وتسعى لإحقاق الحق للوطن وللشعب إنطلاقا من مبدأ “العدل أساس الملك”،وفي هذا الإطار توجه العديد من المغتربين لتقديم “إخبار لدى الجهات المختصة في المجتمع الدولي تتضمن تفصيليا مواضع الشذوذ السياسي في لبنان وتأقلم قادة الرأي معه سواء أكانوا علمانيين أو رجال دين” … كل ما رأيناه نحن في دُنيا الإغتراب هو إنحراف سياسي وخرق للقانون اللبناني والدولي وخرق لتعاليم الإنجيل وغير مطابق لما يرد في القانون اللبناني والدستور والكتاب المقدس. لكن السؤال المطروح علينا ” من يخرق القانون ، من المتضرّرْ من خرق القانون ، أهم رجال السياسة أو رجال الدين أم الإثنين معا ؟
غبطة البطريرك السادة المطارنة شرفاء لبنان ، هل الشعب ، هل الساسة ، هل رجال الدين ، هل المجتمع الدولي ، هل الكل بجميع مكوناتهم مسؤولون ؟! كل هذه الأسئلة لا إجابة عليها حتى الآن ، وهذا ما يجعلنا نعجز عن تحديد دقيق وتفسير للفساد السياسي . الفساد السياسي هو شكل من أشكال العنف السياسي بإختلاف الجهة المسؤولة عنه فقد يكون عنفا من رؤساء الجمهورية السابقين أو رؤساء الحكومات السابقين أو الحالي ، أو وزراء سابقون وحاليون ، أو نوّاب سابقون أو حاليون ،أو رؤساء أحزاب . الجدير بالإهتمام أنّ الفساد السياسي الذي يتعرض له الوطن والشعب لم تعطوه أي أهمية لناحية ضبطه وحله لا بل تستقبلون وتوّدعون ساسة الفساد وأحيانا يُشاركونكم الصلاة على مذبح الرب وفي حضرة القربان المقدس ، أي صلاة هذه في ظل الشيطان وقد جاء في رسالة أفسس الرابعة في الآيتين 26و27 ” إن غضبتمْ فلا تُخطئوا ، لا تَدعوا الشمس تغيب وأنتم غاضبون ، ولا تُتيحوا فرصةً لإبليس ” ، كما جاء في إنجيل يوحنا الفصل الثامن الآية 44 “إنكم أولاد أبيكم إبليس ، وترغبون أنْ تعملوا شهوات أبيكم” قولوا الحق والحق يحرركم .
غبطة البطريرك السادة المطارنة شرفاء لبنان ،حان وقت المواجهة ضاق صدرنا فلنواجه إن كنتم صادقين شغور الفراغ ،تعطيل المؤسسات ، الأخطار الداخلية والخارجية ، عدم إنتظام المؤسسات الرسمية ، إستعلاء ساسة الأمر الواقع ، مواجهة الإنقلاب على الدولة ، إنْ كنتم صادقين فلنواجه زمرة الأمر الواقع واضعين حدا لكل المخالفات ، إنها رسالتي من القلب.
OLN-One Lebanon News Network