أخبار محلية

الدكتور جيلبير المجبر: حرامية البلد: واجهة البلد في كل الاحتفالات

 

بقلم الدكتور جيلبير المجبر

في الزمن الذي يكاد فيه الشعب اللبناني يختنق تحت وطأة الفساد والظلم، يبدو أن حرامية البلد أصبحوا رمزًا للجريمة السياسية المتفشية والموقف اللامبالي للسلطة. فمن المثير للسخرية أن نرى أولئك الذين خانوا الثقة التي وضعها فيهم الشعب يتلقون التكريم والاحترام في مناسبات دينية ووطنية.

ومن الأمور المثيرة للقلق، وجود حرامية البلد ومنظماتهم في كل مكان في البلاد، لا سيما في المناسبات العامة، حيث يسعون بجميع الوسائل لإنقاص الصور وإظهار أنفسهم بمظهر العامة المنتصرين والمتبرعين السخيين.

وكما ذكرت تلك اللحظة التاريخية عندما ضرب المسيح الجماعة التي كانت تبيع الحيوانات وتبدل العملات في ديانة مالاحياة وسط المعبد، يجب علينا اليوم أن نقاوم جماعة الفساد والاستغلال السياسي التي اجتاحت بلادنا. يجب علينا أن نوقفهم عن تدمير مستقبلنا ومقدراتنا بقوة وإصرار، كما فعل المسيح آنذاك.

وفي ظل هذا الواقع المرير، يبدو أن الغياب الحاكم والضعف الأمني قد فتحا الباب أمام انتشار الفساد والتجاوزات بشكل أكبر، فلم يعد هناك من يضع حدًا لهذه الممارسات السلبية. وهذا يثير تساؤلات حول دور الحكومة والسلطات المعنية في حماية حقوق المواطنين وضمان سلامة المؤسسات.

في الواقع، تمتد تداعيات الفساد في جميع جوانب الحياة اللبنانية، مهددة بالكارثة الاقتصادية والاجتماعية. فالشعب اللبناني يعاني من انهيار الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، وتفاقم البطالة والفقر، بينما يرى أعضاء الطبقة السياسية الفاسدة يحتفلون ويتلقون التكريم في مختلف الأحداث والمناسبات، سواء كانت دينية أو اجتماعية أو ثقافية.

لذا، فإن مواجهة هذا التحدي يتطلب تحركا جادا وتضافر الجهود من قبل كل فرد في المجتمع اللبناني. يجب علينا أن ننادي بالمساءلة والعدالة، ونطالب بتحقيق الشفافية وتعزيز النزاهة في جميع المجالات.

فلنكن جميعًا صوتًا واحدًا ينادي بالتغيير، ولنتحد في وجه الظلم والفساد، حتى نستعيد كرامتنا ونعيد بناء وطننا الحبيب.

د. جيلبير المجبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!