خاص الموقع

الدكتور جيلبير المجبر: أسبوع الألام وأسابيع لبنان في الجلجلة

كتب الدكتور جيلبير المجبر تحت عنوان:

 

رابـوني ، يبدأ هذا الأسبوع “أسبوع الألام ” ونحن شعب يتألم ويُصلب كل يوم على خشبة العار من قبل ساسة دخلاء على العلم السياسي جوّعونا كفّرونا شحّدونا زلّونا حتى بتنا من دون مأوى ولا معين . إننا في هذا الأسبوع المقدّس نسعى من خلال الصلاة للحصول على نعمة خلاص لبنان من هذه المحنة ، ونحرص من خلال صلاتنا على مساعدتنا روحيا ومعنويا ونفسيا إذ نحن في وقت بأمّسْ الحاجة إلى نعمك وبركاتك أيها الرب القدير .
رابـوني ، بالنسبة إلينا تمثل الصلاة في هذا الأسبوع المقدس مرحلة جديدة من الرجاء وفي حلحلة أمورنا كمسيحيين وكلبنانيين في أزمات تُعتبر أكبر تهديد لحضورنا المسيحي واللبناني في وطن القدّيسين ، ومع تزايد شياطين السياسة والأبالسة والإسخريطيين والقيافيين الذين يمعنون في قتلنا وتشريدنا ، ومع تزايد تجار الهيكل فقدنا حضورنا في وطننا وبتنا أقلية مهمّشة ووجدنا أنفسنا عاجزين عن الصمود لأنّ الأبالسة كُثُرْ ويسكنون أفخم الدور ويُمسكون بكل مفاصل الدولة التي أسسناها وأشركنا معنا إخوة لنا على ما ورد في الإرشاد الرسولي ، ولكن أين نحن اليوم .
رابــوني ، في أسبوع الألام نذكر أن لبنان بات معلقًا على صليب عار الساسة ، نحن اللبنانيون سئمنا منهم ومن أفعالهم المليئة بالخطايا وهي أكبر من الخطيئة الأصلية ، نُعامل كالحيوانات وبتنا لا ندري أين نحن … نعم نحن نُحكم من قبل قادة روحيين وزمنيين خبرنا تبعيتهم للآخرين وللسيطرة على أرض القديسين أرض شربل – رفقا – نعمة الله – إسطفان نعمه – البطريرك العلاّمة الدويهي – مار مارون ، وكلهم براء من هؤلاء الأقزام الحاملين زورًا الهوية المسيحية .
رابــوني ، إلى متى سنبقى مجلودين مصلوبين على جلجلات العار السياسية وعلى ساحات التسويات القاتلة لحضارتنا المسيحية واللبنانية وعلى صفحات الأجندات الغريبة ، وكلها باتت صليبا هائلا معلقا تحت سياط من الملح والخل الدمويين ، بتنا شعبا مرهونا خائفا ضائعا ، إنسلخ عن أرض القديسين إلى كل العالم حاملا صليب الرجاء ، ولكن إلى أي متى ستبقى تاركنا بين أنياب مفترسة لا تحمل إلا الضغينة ؟!
رابــوني ، إننا سنظل نحمل صليبنا في هذا الشرق المتألم مهما إضطهدونا ومهما عيّرونا ، صليب الرجاء صليب القيامة صليب الفخر ، صليب الإعتزاز لكل مواطن مسيحي لبناني ، سنحمل بإسم صليبك رسالة الصمود والوجود في هذه البقعة من الأرض اللبنانية ، وصليبنا مساره ينبثق من مسيرة إيمانية ومقاومة ومسيرة صمود مكللة ببعد الإيمان والرجاء والمحبة والتضحية وإيماننا بأننا أبناء الرجاء وحتما لمنتصرين على الأبالسة .
رابــوني ، صليبك يعزز حضورنا في هذا الشرق المتألم ويرفع معنويات شعبنا المضطهد في هذا الشرق ويعزز روحية الصمود في أرض القداسة والتصدي لكل مشاريع التهجير التي يؤسس لها ساسة لبنان المرتهنين للخارج الهادف إلى طمس الوجود المسيحي الحضاري .
رابــوني ، أسابيع لبنان في الجلجلة باتت ممعنة عندنا بسبب التخريب والهدم الذي يُمارسه السياسيون عامة والموارنة خصوصا وأفعالهم تنحصر في خراب لبنان وضرب الحضور المسيحي وتهجير كل القوى الحية … بصليبك حافظ على لبنان وعلى حضورنا لأننا بتنا بيد أيدي “ولاد حرام ” ، قيّدونا وإعتقلونا ولكننا لن نخاف فنحن أبناء الرجاء وصامدون في وطن القديسين .
رابــوني ، مع بولس الرسول نردد ” يداي مقيدتان بالسلاسل لكن لساني حر ” نعم بصليبك رابوني سنبقى أحرار وعقولنا حرة وإرادتنا وقدراتنا على الصمود حرة ، لأننا أمنّا أنك الرجاء والخلاص وعلى كل شيء قدير فبأسبوع ألالامك سينتصر الحق على الباطل ، وسنرجع إلى ما كنا عليه بهذه الهمة وهذا الايمان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!