خاص الموقع

كتب الدكتور جيلبير المجبر تحت عنوان:

 

صرخة من قلب الظلم: رسالة مؤثرة لأصحاب الغبطة والسماحة في لبنان”

الغبطة والسماحة المحترمين
أصحاب المقامات الموّقرين حاملي رسالة رب العالمي ، إنني وشعب لبنان المقيم والمنتشر لم نشعر يومًا أننا في زمن القحط الفكري والسياسي كاليوم ونحن كمواطنين نعاني إندحارا فكريا وسياسيا وأمنيا وإقتصاديا وأمنيا وإجتماعيا وتقهقرا قلّ نظيرهم وإن سلطاتكم الدينية والمنبثقة من تعاليم الإنجيل والمصحف الكريم تعاني من الإندثار بسبب قادة رأي يحكمون بلا وعي ولا ضمير ولا أخلاق وهم يلتصقون بمقاماتكم وأنتم عنهم لاهون لا تحركون ساكنا عن سوء تصرفاتهم .
أصحاب المقامات الموّقرين حاملي رسالة رب العالمين ، أما بعد سماع تصاريحكم وعظاتكم وخطبكم أجد نفسي والشعب اللبناني مأسورين في مضامين جُمَلْ لا تُفيد في أي مكان وأي زمان لا بل هي “صف حكي مدوزن ” يشتد فيها كثرة الكلام من دون فائدة وفي طياتها ظلمٌ قلّ نظيره وسكوت مطبق شنيع عن تصرفات ساسة اليوم . إنه مجرد كلام لا يقدم ولا يؤخر ، واقعنا اليوم مسيحيين ومسلمين يشتد عليه الظلم السياسي والأمني والإجتماعي والإقتصادي والمعيشي من نمط ساسة لم يتيّقظوا لمصلحة لبنان ولمصلحة الشعب اللبناني ، نظام غادِرْ كل المواقع الفكرية والإجتماعية والإنسانية ويستسيغ الإستسلام لإرادات الخارج بلا قيد أو شرط .
أصحاب المقامات الموّقرين حاملي رسالة رب العالمين ، إنني لا أرغب في مناقشة خطبكم وما تفعلونه تجاه لبنان وشعبكم ورعاياكم فقدت الأمل وهي باتت منتشرة على أرصفة العالم حقا إنها ” الهجرة المقنعة ” أغلبية الشباب باتوا في عداد المهاجرين أهل يعقل أن يُهاجر شبابنا ليأتي مكانهم اللاجئون والنازحون وها هم الحكام يتقاسمون المغانم مع المجتمع الدولي لإبقاء هؤلاء على أرضنا … ألا تشعرون بالخجل ؟! ساسة أغرتهم المادة وحلّت المشاكل وأنتم تعالجون هذه الآفات بالكلام فقط .
أصحاب المقامات الموّقرين حاملي رسالة رب العالمين ، تّدهشني كثرة الإجتماعات مع هؤلاء الساسة والمبالغ في مصداقيتها ألا تشعرون أننا معهم في نظام أكثر من سيّء والحبل ع الجرار إلى نظام أسوأ وإلا كيف تفسرون دعواتكم لهؤلاء إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وإعادة تشكيل النظام ؟! هل يُعقل أن تطالبوا ساسة وصفهم الكثير من الخبراء ب”السارقين وقطاع الطرق والكذبة …” في هذه الحالة إنكم تدعون لقيام نظام يحمل طابعا سياسيا بائسا ولا سيما أنكم تتغاضون عن قيام ثورة بكل ما للكلمة من معنى الثورة الجبارة … حقا أيُها الموُقرون لو عرفتم الغيب لأخترتم الواقع ، ولكن للأسف .
أصحاب المقامات الموّقرين حاملي رسالة رب العالمين ، وجدت من الظلم أن يكون عيب الثوار كثرتهم والتي خشيتُ في أول مراحلها من تحوّلها إلى دكان فولكلور وحقا حصل ما توقعته ، إذ كنا في أول أيامها ثورة بتولية وأفضت ثورة عهار ينكحها من يطيبُ له الزنى على الطريق العام وبدون حياء … شعبنا الثائر في حينه كان الجمهور المقهور ويعيش تحت وطأة الإرهاب السياسي والفكري والمخابراتي والعسف الداخلي فإنكفأ عندما إغْتُصِبتْ ثورته البتول .
أصحاب المقامات الموّقرين حاملي رسالة رب العالمي ، إن ما يحدث في لبنان على شناعته هو جزء من بلوى تعم مجتمعنا اللبناني كله نتيجة عقود من جنون الحكم المدني والروحي ، ونتيجة جنون الشعب . أما المطلوب منكم ومنا أن نسير منتصبي القامة ندافع عن أرضنا وكياننا وجمهوريتنا وعن مفهوم الوطنية الصرفة لا عن أيِ كان …
أصحاب المقامات الموّقرين حاملي رسالة رب العالمين ، فعلاً إذا وقفنا وقفة عز ووقفة الأبطال ستساندنا كل الأمم في وجه مغتصبي السلطة في لبنان ، وإختبار القوة القائم الذي ينتظرنا القائم على النزاهة السياسية هو الدليل الأبرز على عدم إمكانية إستمرارية هذا الطقم السياسي المدعوم في أغلب الأحيان منكم … ليس من العدل أن تبقوا على هذه المعزوفة .
أصحاب المقامات الموّقرين حاملي رسالة رب العالمين ، بادىء ذي بدء قللّوا من العفن والإنصياع والتكيُّف مع الأمر الواقع وإقرأوا رسالة رب العالمي في الإنجيل والقرآن ، فالخيار السياسي لا يخضع لأي إجتهاد وأبعدوا من محيطكم كل مستشار فاشل وهم كُثُرْ … كونوا الرسل المنشودين للوطن وأبنائه ، وأخيرا جزيل الإحترام والطاعة لمقاماتكم الموّقرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!