شرفاء لبنان إيّاكم والتضليل إنه الخطر القاتل
أيُها السادة الأعزاء عقدنا في باريس حلقات نقاش حول الأوضاع العامة في البلاد بشأن ما يحصل وخصوصًا في المرحلة الراهنة حيث الحرب مستعرة على أرض الجنوب بواسطة فصيل خارج عن إرادة الدولة يُصادرها بكل ما للكلمة من معنى وهذا أمر غير مبرّر ومرفوض من قبل أغلبية اللبنانيين إلاّ المستفيدين من سلطة الأمر الواقع الذين جنوا المراكز على حساب السيادة الوطنية وجيّروا كل ما تملكه الدولة لهذا الفصيل .
أيها السادة الأعزاء في كل الحالات لم يَعُدْ ينفع الكلام ولا الكتابة ولا العظات التي تُطلق من على المذابح أو المنابر كما تُفهم من ضمن إطار حق التعبير التي تضمنها الدساتير بما فيها دستورنا . إنّ هذا الفصيل ومن معه يسيطران على الدولة بواسطة السلاح المتدفق إلى لبنان بطريقة غير شرعية وتحت نظر الجميع بمن فيهم المجتمع الدولي ، وإلاّ كيف يُفسِّرْ لنا هذا المجتمع التغاضي عن إرسال السلاح إلى لبنان عبر الحدود العراقية والسورية ؟ إنّ هذا الأمر يُعّد تهديدًا للنظام القائم ويُلحق أضرارا بمصالحه ومصالح الناس ، وهذا ما سمح لهذا الفصيل المُسلّح وأعوانه من اللجوء إلى أعمال عنفية الطابع خارجة عن سيطرة الدولة والرأي العام المُسالم الرافض للحروب العبثية .
أيها السادة الأعزاء هل يمكن تبرير عمليات التضليل الممارسة من قبل هذا الفصيل والمجتمع الدولي؟ وهل يمكن اللجوء إلى العنف خارج الأطر القانونية لتحقيق أهداف سياسية في ظل طروف معينة ؟ أم يجب إحترام القوانين والدستور والعمل ضمن إطارهما لإحداث حركة تغيير سياسة ناشطة تعتمد الحياد الناشط على ما يقوله غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ؟
أيها السادة الأعزاء في نظرنا نحن المغتربين والباحثين في الشؤون اللبنانية وبعد العديد من المداولات من قبل إختصاصيين في المجالات السياسة والدستورية إنّ المعيار الأساسي والسليم الذي يمكن الإرتكاز إليه يتصل بنوعية هذا النظام ومن تعاقبوا عليه وأغلبيتهم مستغلوا سلطة واهنون مراؤون كذبة مُضلِّلون أصحاب نظام إستبدادي قمعي وفترة حكمهم تميّزت بالعنف السياسي والإستبداد ونحر الديمقراطية .
أيها السادة الأعزاء نحن لم نعش يومًا منذ الطائف في ظل نظام يُحافظ على الجمهورية اللبنانية وبوجه خاص النظام الديمقراطي وتذكروا الإنتخابات التي أُجْرِيَتْ بموجب القانون الذي تغنّوا به جميعًا ومن دون إستثناء بمن فيهم السيّد البطريرك فالديمقراطية غابت عن ممارسة العمل التمثيلي حيث تقاسموا الأدوار كل وفق حجمه حتى في ميلهم إلى قبول مثل هذا المعيار الحاسم نحو الدكتاتورية ،وألفت إنتباهكم إلى نتيجة الإنتخابات الأولى حيث صرّح أكثر من مرجع أنه سادها العديد من الشوائب ومنهم السيد البطريرك علمًا أنه لم يوفر مناسبة إلاّ ويؤنب نواب الأمة ولكن التأنيب لا ينفع بل المطلوب التيّقُظ وعدم السكوت والمطالبة بإعداد قانون إنتخابي عادل ومتوازن لا كما نحن عليه اليوم إذ أتت النتيجة وكلنا ندفع ثمنها غاليًا .
أيها السادة الأعزاء إن النظام القائم اليوم في لبنان وهو نظام مُشوّه وغير قابل للإنتظام وهو نتاج إفتقار من إنتخبتموهم إلى الحس الأخلاقي – الوطني – العلمي ، وهم أصحاب سلوك أخلاقي منحرف يُضلّلونكم ، وهم أصحاب سلوك سياسي منحرف تضليلي وأصحاب رغبة جامحة في نهب السلطة ومقدراتها وإلا كيف تفسّرون سرقة أموالكم المودعَة في المصارف وأنتم لا تُحركون ساكنا بل تكتفوا باللتنظير على ما يصدر من تعاميم ؟
أيها السادة الأعزاء ينطوي حاضركم على عفوية في المحاسبة ولا شك أنه سيطالكم إن لم تتحركوا بوجدانية وإنتظام ، وإن أردتم الخلاص من هذا النظام السارق والإقطاعي والطائفي والمذهبي ، وإنكم تفتقرون إلى برنامج سياسي واضح والمؤسف أنكم مُضلّليين غير منتبهين إلى ما يُحاك ضدكم من مؤامرات . إسمعوا منا لا تسمحوا بإستغلال طيبة قلوبكم وأرفضوا تبّني هذه الشعارات التي يطلقها معربدو السياسة في لبنان ، وتمسّكوا بمطالبكم السياسية الهادفة إلى بسط سلطة الدولة على كامل ترابها ولا تنزلقوا إلى خطبهم التضليلية . سارعوا إلى نبذ هؤلاء من الصفوف الأمامية أيها الشرفاء وأقضموا أفعالهم التضليلية فإنكم لمنتصرون حتما .