في عصر ” مين بتعرف” وأدي معك”..
رحلة بين الامثال القديمة وتحول المجتمع الحديث..
“مين بتعرف” وادي معك” ؟ معيار جديد لتصنيف الناس؟! وتحديد مكانتهم على الخريطة الاجتماعية.. للأسف يبدو أننا نعيش في زمن تغيرت فيه قيم المجتمع والعلاقات الاجتماعية، حيث كانت الأمثال القديمة تشير
إلى طرق الحياة التي اعتدنا عليها، بينما اليوم نرى تغيرا ملحوظا تحت شعارات جديدة ابرزها: “حجم المعارف بين المركز والسلطة”.. ” وحجم ثروتك بين الكاش ، والعقارات” وغيرها…
في جلسة جمعتني بصديقة تحضر لاطروحة الدكتوراه اخبرتني انها ستغادر البلاد قصرا وذلك بسبب الاوضاع الراهنة والظروف الاقتصادية الصعبة بالاضافة الى تلاشي القيم والمبادئ بحيث انها اصبحت تشعر بان قيمة الانسان بما يملك وبسلطته، ليس بمركزه العلمي والثقافي وبقيمه، والتحول الكبير الذي يشهده المجتمع يدفعها اكثر للمغادرة فمن وجهة نظرها لم يعد الصديق، صديق، ولا الاخ، اخ…
“الصديق وقت الضيق”: كانت هذه العبارة تعكس قيمة الصداقة والتضامن في الأوقات الصعبة. وماذا تغير اليوم؟!
يبدو أنه اليوم يتم تحديد قيمة الصداقة بقدرة الصديق المادية ومركزه وكمية معارفه والاستفادة منه..
“السمعة خير من الغنى”: كانت هذه الحكمة تبرز أهمية النزاهة والأخلاق و بخاصة مصدر المال الذي جناه الفرد من مجهوده وتعبه . اما اليوم لم تعد السمعة في الواجهة وليست الاهمية للمصدر، بل تشهد قيم المال تحولًا حيث يُقدر الفرد بمقدار ما يملكه من أموال…
“اللي بيجي من البحر بروح بالبحر”: كان هذا المثل يعبر عن دورة الحياة الطبيعية. لكن اليوم، قد يتجه البعض للهجرة بحثًا عن فرص مالية أفضل، مما يؤدي إلى تغير في دورة الحياة المجتمعية.
“القيمة ليست بالكمية بل بالنوعية”: رغم تحول التركيز نحو الأموال، يجدر بنا التذكير أن القيمة الحقيقية للإنسان لا تقاس بكمية المال التي يملكها، بل بقيمه وتأثيره الإيجابي على المجتمع.
“الوطن الأمانة”: كان هذا المثل يُبرز أهمية الانتماء وحب الوطن. ومع ذلك، قد يجد البعض نفسهم يغادرون بحثًا عن اوضاع افضل خارج حدود بلدهم…
في خضم هذه التحولات، يبقى السؤال هل عبارة ” ادي معك” او ” مين بتعرف” تحدد من أنت؟! وهل هذا الفكر المسيطر في المجتمع سيبقى على حاله؟!…
واجب علينا أن لا نغفل عن قيمنا التقليدية، والخطوة تبدأ من الفرد نفسه، والبحث عن توازن يجمع بين التقدم الاقتصادي والحفاظ على جوهر الإنسانية في معاملاتنا وعلاقاتنا.
✍🏻نيكول صدقة