الدكتور ميشال افرام:معضلة الاحوال الجوية

منذ ٤٠ عاماً عندما كنت عميد الكلية الزراعية في جامعة القدس يوسف باشرت بإعطاء نشرات أرصاد جوية مع ارشادات للمواطنين مع الانسة ربيكا ابو ناضر عبر صوت ومنذ ذاك الحين انتشرت ثقافة الأحوال الجوية وذلك بدعم من السفارة الفرنسية التي قدمت للجامعة ٦ محطات متطورة.
كما أنني دربت لفترة فريق الأخبار المتخصص بالأرصاد في تلفزيون MTV وكانت النشرات حسب جريدة النهار الوحيدة العلمية والواضحة.
ثم انتقلت الى مصلحة الابحاث العلمية الزراعية بحيث بتمويل من الإتحاد الاوروبي حصلنا على ٤٠ محطة أرصاد ضمن شبكة متطورة
للانذار المبكر للحشرات والأمراض وقمت بزيادة العدد على حساب المصلحة الى ٨٠ محطة لتغطية كامل الاراضي اللبنانية
وصارت نشرة الأرصاد من LARI أو الأبحاث معتمدة و٩٩٪؜ صادقة
عندها قامت الدنيا ولم تقعد بانتقاد المصلحة التي كانت تقدم كل الإرشادات للمواطنين وللمزارعين بدون تهويل وتخويف ومبالغة وأصبحت LARI مرجعاً لبنانياً ، إقليمياً ودولياً وفازت ثلاث مرات بأفضل تطبيق ذكي وأفضل أرصاد في الدول العربية.
كل هذا ضمن اطار حسن استعمال الأموال والمعدات والهبات بحيث من الانذار المبكر انتقلنا الى الأرصاد والتحذير من مؤشر الحرائق وكل الإرشادات المطلوبة للدولة ، للمواطنين وللمزارعين.
ملاحظة: حالياً إحدى محطاتنا في عكار يستعملها أحد الاشخاص الذي يدعي أنه خبير بالتنبؤ بالحرائق دون ذكر مصدر معلوماته وهذه سرقة علمية.
ومن المعلوم أن Lari أول من أطلقت أسماء على العواصف: أليكسا
وكان كثيرون ، مع احترامي ، ينتظرون صدور النشرة من Lari لكي ينشروا نشراتهم .
منذ سنتين اتخذت قراراً ، سأوضح لاحقاً السبب بإيقاف النشرات والاكتفاء بإرشاد زراعي عند الضرورة.
أما اليوم، ومنذ سنوات ، كثر المتحدثون بالأرصاد والزلازل علماً أن الخبير الهولندي وأشخاص من الأردن أوقفتهم السلطات عن التهويل .
حالياً التهويل سيد الموقف، فلا شيء يصدق والكلمات والعبارات مثل منخفض يهجم ويضرب لبنان، أمطار طوفانية، ثلوج بالأمتار، رياح مدمرة وكلها لافزاع المواطن لكسب الشعبية والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي حتى أن شخصاً (هاجمني دون أن أعرفه بكلام بذيء لا يليق بما يلبسه ) خلط بين٣٦٠ ملم أمطارًا متراكمة و ٣٦٠ ملم أمطاراً خلال ٢٤ ساعة
ان استعمال عبارات نجدها على الانترنت وتخلط بين القطب وروسيا وأوروبا وأفريقيا وغيرها ونهول على العالم ونرعب المواطن ليتبين لاحقاً أن الطقس اعتيادي لا بل أقل من اعتيادي لهذه الفترة المعروفة بالثلوج والصقيع..
كما أنه من الخطأ العلمي الكبير المقارنة بشتاء هذا العام وتوقع ما سيحدث حسب سنوات منصرمة .
رجاء ، يا ليت أجهزة الدولة تقوم بواجباتها وتسكت هذه الاصوات
يا ليت تصدق تنبؤات ميشال حايك بهذا الخصوص.
بكل فخر

ميشال انطوان افرام