١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٣.
مقال اليوم في جريدة “نداء الوطن”.
قمّة القمم.
صَدَرَ بَيان القمّة الموحَّدة لقمّتَيْ جامعة الدول العربيّة ومنظّمة الدول الإسلاميّة التي تضمّ ٥٧ دولة،
والكلام الجوهري في البيان:
١- إنَّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة، أي سلطة الرئيس محمود عبّاس، هي الممثّل الشرعيّ -والوحيد- للشعب الفلسطينيّ،
وتدعو القمّة في بيانها باقي الفصائل الفلسطينيّة، طبعاً بما فيها “حماس”، للتوحّد تحت سلطة المنظّمة.
٢- إنَّ حلّ الدولتين الفلسطينيّة والإسرائيليّة، هو الطريق الوحيد الى السلام الشامل والدائم في المنطقة.
٣- تكليف السعوديّة، باسم الدول العربيّة والإسلاميّة، القيام بما يلزم للوصول الى الحلّ النهائيّ للقضيّة الفلسطينيّة على أساس قيام الدولتين.
بالتأكيد، إيران كانت حاضرة على مستوى رئيسها الرئيس رئيسي، ولم تتحفّظ على أيّ عبارة أو كلمة كما تحفّظت تونس مثلاً.
كما أنّ الرئيس الإيراني رئيسي، أكّد لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنَّ المقاومة لا تتلقّى الأوامر من إيران! وأنّ إيران لا تتدخل بقرارات “حزب الله”، بل كلّ قراراته من عنديّاته.
سنصدّق الرئيس رئيسي.
في لبنان، بعض حكومات ما بَعدَ الطائف، وتحت وطأة الهيمنات التي كانت قائمة، تبنّت ثلاثيّة “جيش وشعب ومقاومة” التي اعتبرها محور الممانعة أنّها “ثلاثيّة ذهبيّة”،
فيما مكوّنات لبنانيّة عديدة، وفي خطاب لرئيس الجمهوريّة في حينه العماد ميشال سليمان، اعتبرتها “ثلاثيّة خشبيّة”.
في هذه الثلاثيّة الجيش والشعب واحد.
فالشعب مصدر السلطات والرئاسات والنيابات والحكومات والمؤسسات ومنها مؤسّسة الجيش اللبناني التي “معاشاتها ورواتبها ومأكلها ومشربها وطبابتها واستشفاؤها وتدريبها وتجهيزها وتسليحها” هو مِن جَيبِ الشعب اللبناني وبكلّ فخر.
والجيش اللبنانيّ يَخضع لقرار السلطة التنفيذيّة المتمثّلة بالحكومة، بظلِّ نظامٍ يُعتَبَر فيه رئيس الجمهوريّة القائد الأعلى للقوات المسلّحة اللبنانيّة.
يبقى الطرف الثالث “المقاومة”، أي “حزب الله”، الذي سَبَقَ لأمينه العام أنْ أكّد:
“إنّ مالَنا ورواتبَنا ومأكَلَنا ومشربَنا وتدريبَنا وتجهيزَنا وتسليحَنا هو مِن إيران”،
و”إنّ قائدَنَا ورئيسَنَا وإمامَنَا وحُسَينَنا هو المَرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران السيّد علي الخامنئي”.
كما أكّدَ الأمين العام أنّه لا ينفّذ فقط ما يأمره المُرشِد به مباشرة، بل هو يُنفّذ ما قد يجول في باطن عقل المرشد الأعلى.
طبعاً لَسنا في مجال مجادلة “حزب الله” على مبرّر بقاء سلاحه بَعدَ السقوط المُدوّي لِسَردية تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود بِفِعلِ سَيْرِ كلّ الدول العربيّة والإسلاميّة، بما فيها إيران، بِحَلّ الدولتين وباعتبارها منظّمة التحرير الفلسطينيّة برئاسة الرئيس محمود عباس “أبو مازن” الممثّلة الشرعيّة والوحيدة للفسطينيين ودعوة جميع الفصائل، دون استثناء يعني بما فيها “حماس” للانضواء تحت قيادتِها.
نحن لا نُجادل “حزب الله” لأنَّ لديه الوقت الكافي لإعادة قراءة نفسه،
لكنّنا نتوجّه للآخرين الخارجين عن منطق الدولة والدستور وعن قرارات الشرعيّتين العربيّة والدوليّة، والمُتلحّفين بعباءة “حزب الله” لنسألهم:
الى متى ستستمرّون بمقايضة الوطن بمنافعَ سلطويّة وماليّة وتنفيعيّة؟
أما حانَ وقت التوبة فتردّدوا مع الإبن الشاطر “أَغفر لنا يا وطنَنَا لأننا اخطأنا أمَامَك وأمَامَ الله”؟
أم أنّكم أصبحتم بعيدين بارتهاناتكم وما زلتم تلهثون وراء ثلاثينَ من الفضة؟
تذكّروا فقط شَجَرَة التين.