انشغل اللبنانيون في الأيام الماضية بموضوع احالة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم على التقاعد، والذي انتهى بتكليف العميد الياس البيسري مديراً عاماً بالإنابة لحين تعيين أصيل، الأمر الذي قابله ارتياح في الشارع المسيحي، خاصة وأن هذا الموقع كان من حصة الموارنة لعقود طويلة خلت.
من الجدير ذكره بأن العميد البيسري الذي خدم في فرع المكافحة على عهد قائد الجيش العماد ميشال عون، واصيب مع الوزير الياس المرّ في العام ٢٠٠٥، عمل لسنوات كمساعد للواء ابراهيم وبنى علاقات متينة مع أوساط الثنائي الشيعي وكُلِّف بمهمات حساسة جداً أكسبته رضى هذا الثنائي عليه.
المهم بالموضوع أن سيناريو خلافة المدير العام للأمن العام سينسحب حكماً على حاكمية مصرف لبنان حيث تنتهي ولاية رياض سلامة في أيار المقبل وسيخلفه حُكماً نائبه وسيم منصوري المحسوب مباشرة على الثنائي الشيعي.
من الواضح أن عملية تعطيل الانتخابات الرئاسية والمؤسسات، والتي يظهر ابطالها مجموعة “أغبياء” من الموارنة المتصارعين على السلطة، ستطول جداً، ويستغلها الثنائي الشيعي ويزكّيها لوضع يده على مصرف لبنان وذهبه ومختلف مقدراته وعلى السياسة المالية والنقدية العامة للبلد، وذلك بعد أن أحكم الثنائي قبضته على وزارة المالية. لا أحد يعرف بالضبط تفاصيل المشروع الذي تعدّه طهران لمصرف لبنان انما من الواضح أنه سيشكل حاضنة للقرض الحسن.
على خط موازٍ، جرى تهيئة الأرض لضرورة استبدال رياض سلامة “الماروني” الذي ألقيّت عليه كامل مسؤولية الكوارث الاقتصادية التي حلّت بالبلاد.
فهل يعي مسيحيو “الممانعة” أنهم مجرد دمى بيد الحزب الالهي يتلاعب بهم ويستغل صراعاتهم ويؤججها لتمرير مشاريعه الآثمة بحق لبنان وشعبه وثرواته؟
المحامي فؤاد الاسمر