دايم دايم…
بهل ليلة بتذكر ريحة ستي يللي كانت بعد ما تخلص تقلي الزلابية ، تمسكني بايدي انا وزغيرة وتقلي بنصف الليل رح يمرق الدايم دايم، ولازم نركع لان كل الشجر المتواضع بيركع، ووحدها التينة لمتكبرة ما بتركع. ومنفتح شبابيك البيت ، رغم البرد الشديد بعز شهر كانون ، تيفوت الدايم ويسكن بالبيت.
وبحشرية الطفلة الزغيرة كنت اركع، وعيني مش على الدايم دايم، انما على الشجر ناطرة انو الشجر يركع، وكنت بقلب الطفلة صلي بلكي التينة بهاليلة بتبطل متكبرة وبتركع لملك الملوك…
و بالحقيقة ما كان الشجر يركع، وكانت تقلي التيتا، يمكن يا زغيرة، قد ما كنتي نعسانة، غمضتي عينيكي ، وبهالحظة مرق الدايم دايم وانحنى الشجر بس انت ما شفتيه… وكنت حاول اطمن منها اذا التينة ركعت، بس ستي يللي كنت أوثق بحديثها، ضلت تأكدلي ، انو ما رح تركع.
كبرت وفهمت انو الدايم الدايم بيمرق كل يوم، والمهم انو ما يكونوا عيني غفيانيين ومسكرين تاقشعوا. لان اكيد صار مارق كتير بحياتي وانا اوقات كتيرة ما بقشعو،او بعمل حالي ما شفتو ، او بكون ملتهية بايمان اللي حواليي.
ومهم يضل عنا رجا انو التينة رح يجي يوم وتركع.
انشالله بهاليوم منوعا لدايم بحياتنا ومنبطل معلقين بالمش دايم، لان المش دايم مهم نستعملو، والدايم مهم نحبو ونتمسك فيه بحياتنا.
ومهم نعرف بالآخر انو ما في شي بالدني دايم إلا وجه الدايم دايم …